قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: الصباحين والسويركي.. قصة ردّ الجميل من الألف للياء

الصباحين يمينا
الصباحين يمينا

غزة - الرسالة نت

خطف يسار الصباحين لاعب نادي شباب رفح, الأنظار إليه بشدة, بعد موفقه الأخلاقي مع نعيم السويركي مدرب اتحاد الشجاعية, عقب إحرازه هدف المباراة الوحيد, ضمن منافسات الأسبوع الخامس من دوري الدرجة الممتازة.

وسجل الصباحين هدف الفوز لـ"الزعيم", ما جعله يذهب لحظة إحرازه الهدف, للسويركي ويقبله على جبينه احتراما له, وردا لجميل المدرب عليه, عندما كان لاعب في صفوف اتحاد الشجاعية قبل عدة مواسم.

مستقبل ضبابي

قد يستغرب البعض عندما يعلم أن مستقبل الصباحين "24 عاما" كان ضبابيا داخل صفوف شباب رفح, خلال بدايته الكروية مع فريق الناشئين, عندما كان يبلغ من العمر "16 عاما".

ولعل هذا الأمر أثّر بشكل كبير على اللاعب "الأسمراني", ما جعله لا يبقى كثيرا داخل صفوف "الزعيم", إذ انضم بعدها لجماعي رفح معارا لنصف موسم, قبل أن يعود لصفوف "الزعيم" من جديد.

بعد ذلك مرّ الصباحين بظروف صعبة, عقب وفاة والده, الأمر الذي دفعه لترك كرة القدم فترة 6 شهور تقريبا, دون أن يمارسها.

بداية الصحوة

في موسم 2012-2013, التحق اللاعب بشباب رفح متأخرا, غير أنه تعرض لصدمة قوية, عندما أخبره المدرب رأفت خليفة, بصعوبة تواجده مع الفريق الأول, نظرا لعدم لحاقه بفترة الإعداد للموسم الجديد, عدا عن تواجد لاعبين مميزين على مستوى خط الهجوم في ذلك الوقت.

الصباحين أصيب بإحباط كبير, لا سيما أنه كان مجبرا على اللعب مع الفريق الثاني لشباب رفح في هذه الحالة, لكنه رفض ذلك, حتى أخبره أحد أقاربه بوجود فرصة لديه للعب مع القدس عام 2013, الذي كان وقتها ينافس في دوري الدرجة الرابعة.

هذه الفكرة لم تكن في بال اللاعب أصلا, لكنه اضطر لتجربتها أفضل من الجلوس في البيت على حد وصفه.

ورغم لعبه في الدرجة الرابعة, وتعرض نادي القدس للشطب من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, إلا أن الصباحين برز بشكل كبير, بعدما توّج هدافا لفرع "غزة والشمال" برصيد 14 هدفا.

قناعة السويركي الخاصة

في أكتوبر عام 2013, أعلن اتحاد الشجاعية عن تعاقده مع الصباحين مدة سنتين ونصف ميلادية, في خطوة أثارت استغراب الكثيرين, لا سيما أنه كان في ذلك الوقت لاعبا غير معروف, وقادم من الدرجة الرابعة.

هذه الخطوة قابلها الصباحين بتحدٍ كبير, إذ كان يرغب بإثبات نفسه مع "المنطار", الذي كان يرغب في ذلك الوقت بالعودة إلى الطريق الصحيح في البطولات الغزية.

موسم 2014-2015, كان طفرة كبيرة في مستوى اللاعب مع الشجاعية على وجه الخصوص, بعدما حصل على الثقة المطلقة من المدرب نعيم السويركي آنذاك, إذ كان أحد أفضل مهاجمي القطاع على وجه الخصوص دون منازع, ليقود الفريق لإحراز الثلاثية التاريخية "الدوري والكأس والسوبر", بعدما سجل 19 هدفا في الدوري, عدا عن إحرازه هدفا في الكأس.

ولا يزال يؤكد الصباحين احترامه وتقديره للسويركي, إذ أن احتفاله الأخير هذا الموسم, يشهد على ذلك, ويوضح أن اللاعب لم ينس "الجميل".

الانتقال لهلال القدس

بعد نهاية عقده مع "المنطار", رحل الصباحين إلى هلال القدس معارا من شباب رفح في النصف الثاني من موسم 2015-2016.

ولكن الصباحين لم يقدّم المستوى المتوقع منه في دوري المحترفين, بعدما أكد أنه لم يشعر بالراحة هناك, نظرا لاختلاف الظروف في الضفة المحتلة مقارنة بقطاع غزة.

هذا الأمر جعله يعود إلى المحافظات الجنوبية قبل خوض فريق هلال القدس نهائي كأس الضفة المحتلة في ذلك الموسم, ما يؤكد أن اللاعب لم يكن مرتاحا لتواجده في دوري المحترفين.

عودة وهجرة ثم إبداع

وعند الرجوع لدوري الممتازة مع شباب رفح, لم تكن أرقام اللاعب التهديفية عالية كما كانت مع الشجاعية, إذ لم يحرز مع "الزعيم" في موسم 2016-2017 سوى 10 أهداف في الدوري, الأمر الذي يوضح الفارق في المستوى بين "صباحين المنطار" و"صباحين الزعيم", بعدما انخفضت نسبة تهديفه إلى النصف.

وفي موسم 2017-2018, لم يلعب الصباحين إلا في الدور الأول, الذي أحرز خلاله 3 أهداف فقط, قبل أن يهاجر إلى تركيا ومنها لليونان وأخيرا بلجيكا, ثم عاد إلى قطاع غزة في الصيف الأخير.

ويبدو أن اللاعب "الأسمراني" تعلم كثيرا خلال تواجده في الغربة, الأمر الذي أثّر على شخصيته داخل "المستطيل الأخضر" مع شباب رفح, إذ بات أكثر إحساسا بالمسؤولية بشهادة الجميع, كما أعاد لنفسه اللمسة التهديفية التي كان معروفا بها أيام الشجاعية, بعدما أحرز هدفين من أصل 4 سجلها "الزعيم" في الدوري الحالي.

ويكفي أن تشاهد اللاعب في مباريات شباب رفح, لتتأكد فعليا أن تحركاته أصبحت أفضل بشكل كبير عن الموسمين الماضيين, الأمر الذي يشير إلى أنه يسير على الطريق الصحيح لاستعادة مكانته بين أحسن مهاجمي القطاع, كما كان مسبقا مع الشجاعية برفقة المدرب السويركي.

البث المباشر