يواصل قطعان المستوطنين (الإسرائيليين) جرائمهم اليومية بحق الفلسطينيين في الضفة المحتلة، فتارة يعتدون على المواطنين، وتارة أخرى يقتلعون أشجار الزيتون، في حين لا يخلو يومًا من مهاجمتهم القرى الفلسطينية في مدن الضفة.
واستشهدت المواطنة عائشة الرابي (45 عامًا)، ليلة الجمعة، إثر تعرضها وزوجها للاعتداء من المستوطنين (الإسرائيليين) بإلقاء الحجارة على سيارتهما قرب حاجز "زعترة" العسكري التابع لقوات الاحتلال جنوب نابلس.
المواطن أبو أشرف أحد أقارب عائلة الرابي، يروي تفاصيل اعتداء المستوطنين على السيارة التي كانت تستقلها الشهيدة برفقة زوجها وطفلتها التي تبلغ من العمر 9 سنوات بالقرب من حاجز "زعترة" العسكري جنوب نابلس.
وأوضح أبو أشرف في حديث لـ"الرسالة"، أن زوج الشهيدة يعقوب الرابي، كان برفقة زوجته وطفلته في زيارة لأحد أقربائهم في مدينة الخليل، وخلال عودتهم هاجمهم مجموعة من المستوطنين وألقوا عليهم حجارة كبيرة على سيارتهم.
وأضاف:" أقدم أحد المستوطنين على القاء حجرًا كبيرًا على المقعد التي كانت تجلس به السيدة عائشة ما أصابها بجراح في الرأس".
وتابع أبو أشرف نقلاً عن زوجها: "وبعد تجاوز مكان الهجوم استمر الزوج بالقيادة نحو مركز ابن سينا الطبي في بلدة حوارة، حيث كانت عائشة لا تزال على قيد الحياة وبسبب إصابتها البليغة تم استدعاء سيارة اسعاف لنقلها إلى مستشفى رفيديا الحكومي، إلا أن النزيف الذي تعرضت لم يسعفها لأن تصل هناك وهي على قيد الحياة".
وقال:" بدأ يصرخ المصاب يعقوب على زوجته عائشة.. عائشة، وهي تنزف دمًا بينما طفلته هي الأخرى كانت تصرخ وتبكي بحرقة على والدتها بعد أن شاهدتها تغرق في الدماء".
ورغم أن حادث الاعتداء على عائلة الرابي، كانت بالقرب من حاجز عسكري للجيش "الإسرائيلي" جنوب نابلس، التي تشهد تواجدًا للجيش الاحتلال في المكان، إلا أن خلال وقوع حادث الاعتداء كانت منقطة الحادث خالية من أي جنود، في إشارة واضحة أن الاعتداء تم بعلم وتنسيق وحماية الجيش.
وأوضحت مصادر محلية، في حديث لـ"الرسالة" أن تدخل جيش الاحتلال والوصول لمكان الحادث كان بعد ساعة تقريبًا من وقوع الحادث، بعد ابلاغهم بأن عدد من المستوطنين أقدم على الاعتداء على سيارات الفلسطينيين بالقرب من الحاجز العسكري، حيث جرى تأمين عودة المستوطنين دون اعتقالهم أو فتح أي لجان للتحقيق.
حوادث اعتداء المستوطنين على المواطنين في الضفة، لا تزال تتكرر من وقت لأخر، حيث أقدموا على قلع أشجار الزيتون صباح أمس جنوب نابلس، وذلك بحماية من جيش الاحتلال.
بدورها، اعتبرت حركة "حماس" أن اعتداء المستوطنين (الإسرائيليين) على المواطنة الفلسطينية الشهيدة الحاجة عائشة الرابي؛ "جريمة حرب واعتداء سافرا على المواطنين العزل".
وقال عضو المكتب السياسي لـ"حماس" حسام بدران، في تصريح وصل "الرسالة" السبت، إن "هذه العربدة والإرهاب لم تكن بهذا المستوى الخطير لولا دعم وتشجيع وحماية قوات الاحتلال، ودعم سياسي من أعلى المستويات في حكومة الاحتلال".
وأضاف بدران: "شعبنا الفلسطيني الذي أنجب المقاوم أشرف نعالوة لن يقبل بمعادلة العربدة والهيمنة التي يحاول المستوطنون فرضها على أهلنا في الضفة"، داعيًا السلطة إلى إطلاق يد المقاومة الشعبية الواسعة لمواجهة عربدة المستوطنين وجنود الاحتلال.
وشدد على أن انخراط قيادة السلطة في برنامج نضالي كفيل بلجم هذه الاعتداءات ووضع حد لإرهاب قطعان المستوطنين بحق مواطنينا العزل.
ويظهر في صور السيارة التي تم عرضها بعد الجريمة، ان عائشة نزفت بشدة بسبب حجم الاصابة، حتى ان الدماء كانت واضحة على أسفل المقعد الامامي بجانب السائق.
وسادت حالة من الحزن في بلدة بديا بمحافظة سلفيت في اعقاب استشهاد السيّدة عائشة رابي (45 عامًا)، والتي ارتقت جراء اصابتها بحجر كبير في رأسها، القاه مستوطنون قرب حاجز زعترة.