وددتُ مشاركتكم ببعض الدروس التي تعلمتها من التحديات التي واجهتها في حياتي، وذلك لأننا جميعًا نواجهها بلا استثناء، سأعرض بعض الرؤى والأفكار التي ستعينكم بإذن الله على تخطي تلك الأوقات العصيبة؛ لتصيروا أكثر قوة وحكمة في التعامل معها:
1- افهم المشكلة وسببها:
إن أول خطوة للتعاطي مع أي مشكلة هو فهم سببها، وبهذا الفهم ستتمكن من إيجاد الحل الصحيح ، من المهم كذلك أن تنظر للوراء وتعرف ما الذي سبب هذا الموقف الذي أنت بصدده، والأهم ألا تلوم أحدًا، فقد آلت الأمور إلى ما هي عليه بناء على قراراتك أنت بشكل أساسي، وإذا لم تأخذ الوقت الكافي لفهم القرارات التي أدت للمشكلة، فإنك في الغالب ستعيد نفس الأخطاء مستقبلًا.
2- اكتب خياراتك في قائمة:
متى ما كان عندك فهم كامل للمشكلة وسببها، فالخطوة التالية هي تحديد الخيارات المتاحة لحل المشكلة ، فمثلًا، إذا ما فقدت وظيفتك، فسيكون لديك خياران، الأول- هو أن تَرثي لحالك، وتلعب دور الضحية، وأن تلوم شيئًا أو شخصًا، أما الثاني- فهو أن تمرر الموقف وتبدأ في البحث عن وظيفة أخرى.
مثال آخر: إذا قلت كلامًا يجرح إنسانًا، فأنت أمام خيارين: الأول- هو أن تبرر موقفك وتخلق لنفسك أعذارًا، والثاني- هو أن تعتذر وتطلب السماح وتحرص على استعادة العلاقة، وأيًّا ما كان نوع التحديات التي تواجهها، فخذ وقتًا كافيًا وراجع كل خياراتك المتاحة، ونتائجها جميعها.
3- اصنع قرارًا:
أسرع طريقة للخروج من المأزق الذي أنت بصدده هو أن تصنع قرارًا بشأن ما ستقوم به، وهذه تُعتبر من أصعب الخطوات التي قد تمر بك في أي أزمة، وليس معرفة ما يتوجب عليك فعله كما يظن البعض، ولكن أن تعرف ما ستفعله وتتوقف عند هذا الحد، فهذا خطأ كبير؛ لأنك بهذا التصرف لا تحرز تقدمًا، وستطول مدة معاناتك دون داعٍ.
فقد حكى لي أحدهم بأنه عانى من مشكلة في تجاوز أزمة ما، ولم يكن السبب في أنه لم يعرف ماذا يفعل، وإنما في أن يتخذ القرار الصائب وينفذه، فكان أن طلبت منه أن يعرض لي الخيارات المتاحة أمامه بمميزاتها وعيوبها، وبعد أن فرغنا، أخبرته أن يختار الحل الأنسب من وجهة نظره، ولما فعل وقرّر اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذها، أخبرني بأنه شعر وكأنه تخلص من تلك الأزمة، وإن لم يكن قد بدأ عملية التنفيذ بعد.
4- ضع خطتك:
متى ما قررت ما ستفعل واتخذت قرارًا بذلك، ابدأ بوضع خطة، وانظر لقرارك على أنه هدف، وخطتك هي ببساطة الخطوات التي ستتخذها لبلوغ ذلك الهدف، وتبعًا لجدية الموقف، يستحسن أن تراجع قرارك وخطتك مع أحد المقربين الذين تثق برأيهم كوالديك أو أحد أصدقائك، فكلما كانت خطتك محكمة أكثر، وصلت لهدفك أسرع.
5- نفذ الخطة:
بعد أن صارت الخطة أمامك، قم بتنفيذها على الفور، فعندما تؤجل أو تؤخر تنفيذ الخطة، فإنك تتخذ قرارًا بإطالة مدة معاناتك من الأزمة.
وفي الختام، فإني أهيب بك أن تقوم بتلك الخطوات إن كنت تعاني من أي تحدٍ قائم، ففي النهاية، ما من شيء لتخسره، أحيانًا قد تواتيك الرغبة بالتأجيل في مواجهة الأزمة؛ لشعورك بأنك وقعت في حفرة لا خلاص منها، تجاهل هذا الشعور وامض قُدُمًا في مواجهة الأزمة من خلال الخطوات السابقة، فحل الأزمات يكون بمواجهتها وليس تجنبها، وضع في اعتبارك أن هناك وجهًا إيجابيًا للأوقات العصيبة وهي أنها تعطينا فرصة كبيرة للنمو والتطور، وإذا ما نجحت في تخطي تحديات الحياة واحدًا تلو الآخر، فإنك ستصبح أكثر حكمة بعد كل تجربة.
المصدر: تسنيم النمر - موقع بصائر