مع مرور الذكرى الثامنة لها ما زالت (إسرائيل) تعترف بأن صفقة "وفاء الأحرار" هي الخطوة التاريخية الأصعب التي أجبرتها على تقديم تنازلات غير مسبوقة، من خلال الرضوخ لشروط المقاومة والإفراج عن أسرى كثيرًا ما وصفتهم "بأصحاب الأيادي الملطخة بالدماء" ومن المستحيل الإفراج عنهم.
في الخامس والعشرين من يونيو/حزيران 2006 فجرت المقاومة الفلسطينية في غزة مفاجأة بإعلانها خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط إثر عملية معقدة نفذتها في القاعدة العسكرية (الإسرائيلية) لمنطقة كرم أبو سالم، لتتوج بعدها بالإفراج عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا.
ويسكن في قلوب سبعة آلاف أسير داخل سجون الاحتلال أمل بصفقة مشابهة خاصة بعد الإعلان الرسمي من قبل كتائب القسام عن احتجازها لأربعة جنود إسرائيليين كأسرى.
ويقول الناطق الإعلامي لحركة حماس حازم قاسم _للرسالة_ "قضية الأسرى دائماً ضمن أولويات إستراتيجية حماس، مؤكداً على أن القضية لها بعد سياسي ووطني وإنساني.
وتابع: "حماس تبذل مجهوداً في تحرير الأسرى، معتبرًا أن صفقة وفاء الأحرار تعد إنجازًا إستراتيجيًا للمقاومة حيث كسرت الخطوط الحمراء للاحتلال.
وبيّن قاسم أنه لا يوجد حراك جدي لصفقات جديدة بسبب تعنت الاحتلال تجاه شروط المقاومة وتلاعبها في مشاعر الأسرى وعبثها وإخلالها بشروط صفقة وفاء الأحرار.
وأكد قاسم مع مرور الذكرى الثامنة للصفقة على أن حركته تعتبر أن تحرير الأسرى حق وواجب، مشيراً إلى أن حماس لن تتخلى عن العمل المستمر لحريتهم وكسر القيد عنهم.
وفي سياق متصل قال الأسير المحرر من صفقة وفاء الأحرار محمد حمادة والذي حكم بالسجن ثلاث وثلاثون عاماً أمضى منها أربعة عشر عاماً: كانت صفقة وفاء الأحرار محطة فاصلة في تاريخ فلسطين بشكل عام وتاريخ المقاومة بشكل خاص".
وتابع: "هي عملية نوعية ومساومة للمحتل الإسرائيلي، مؤكداً على أن صفقة الأحرار جاءت لتظهر أن حماس تتعامل مع تخطيط طويل وسرية وكتمان فنجاحها الأول هو السرية وإلا أُحبطت العملية".
وأشار إلى أن الاحتلال لم يدخر أي جهود بمعرفة معلومات عن شاليط، فتجربة حماس القديمة هي ما تجعل الاحتلال في حيرة ثانية أمام صفقات قادمة.
بدوره قال المحلل السياسي عمر جعارة _للرسالة_ إن الاحتلال تيقن أنه لن يستطيع الإفراج عن شاليط عن طريق المعلومات ولا بالطرق العسكرية، مشيرًا إلى أن ليبرمان قال لأعضاء الكنيست في حينها ساخرًا: "أتعلمون أنه يبعدنا بضع كيلو مترات"، ليعبر عن فشلهم في الحصول على أي معلومات عنه.
وأكد جعارة على أن الصفقة أجبرت الاحتلال على كسر قاعدة "لن نفرج عن أي أسير فلسطيني يداه ملطخة بدماء الإسرائيليين"، موضحًا أن الصفقة القادمة لن تختلف عن صفقة جلعاد شاليط خاصة إذا اعتقد الاحتلال الاسرائيلي أنه لا يمكن الحصول عن أي معلومة أو عملية عسكرية.
واعتبر جعارة أن قضية شاليط أحرجت الاحتلال حينما بثت خلية الظل شريط فيديو لشاليط وهو يأكل معهم ويعامل معاملة حسنة.
وعن العقبات التي تواجه أي صفقة جديدة ذكر أن أولى تلك العقبات تتمثل في إطلاق سراح من تم اعتقالهم في صفقة شاليط على إثر الحوادث في قطاع غزة، وثانيها صعوبة المفاوضات.
ودعا المقاومة أن تأخذ التجربة السابقة بعين الاعتبار وتستفيد منها خاصة بعد تصريح نتنياهو "كل من أمسك في شاليط تم تصفيته"