قائمة الموقع

مكتوب: اغلاق المعابر.. سذاجة ليبرمان لإيقاف مسيرات العودة

2018-10-18T08:47:14+03:00
صورة ارشيفية
غزة – أحمد أبو قمر

لا يتردد وزير الحرب (الإسرائيلي) أفيغدور ليبرمان في اغلاق المعابر وتقليص مساحة الصيد مع كل أحداث تندلع في مسيرات العودة، أو بإطلاق صواريخ على المستوطنات، إلا أنه سرعان ما يُعيد فتحها مجددا بعد قناعاته أن قراره لن يكون ذو جدوى.

ويستخدم ليبرمان سياسة العصا والجزرة أملا منه في احداث تغييرات في الواقع الذي ضاق ذرعا بالمستوطنين وهو ما دفع احدى العائلات التي تسكن كيبوتس "كيرم شالوم" للرحيل تحت ضغط الحرائق والازعاجات التي يبتكرها الشباب الثائر في مسيرات العودة.

ورغم قناعات وزير الحرب وحكومته، أن اغلاق المعبر لن يجدي نفعا مع شعب عاصر حصارا خانقا وعدوانا متكررا، إلا أنه يستخدمها لتخدير "الجمهور الداخلي لديهم.

** مخاوف التجار

وقرر ليبرمان صباح أمس الأربعاء، إغلاق معبري "كرم أبو سالم" وبيت حانون/ إيرز وتقليص مساحة الصيد إلى 3 أميال حتى إشعار آخر.

ووفق وسائل إعلام عبرية؛ فإن قرار ليبرمان جاء عقب سقوط صاروخين أطلقا من غزة وسقط أحدهما بمنزل ببئر السبع.

أما اللجنة الرئاسية لتنسيق دخول البضائع إلى القطاع، فأكدت ما أوردته وسائل الإعلام (الإسرائيلية).

وعلى الجانب الآخر، أثار قرار الاحتلال بإغلاق "كرم أبو سالم" ومنع ادخال المواد الانشائية وغيرها من الشاحنات، المخاوف لدى التجار والمواطنين عن اشتداد في الأزمة الإنسانية والاقتصادية في غزة.

وقال رئيس اللجنة رائد فتوح إنهم أبلغوا شركات القطاع الخاص في غزة بقرار ليبرمان بإغلاق المعبر حتى إشعار آخر والطلب منهم إرجاع الشاحنات القادمة للمعبر.

من جهته، قال مدير العلاقات العامة في غرفة غزة التجارية الدكتور ماهر الطباع، إن قرار الاحتلال بإغلاق "كرم أبو سالم" التجاري وتقليص مساحة الصيد سيعمل على تعميق الأزمة المعيشية والاقتصادية.

وأكد الطباع أن حركة الواردات ستنخفض، كما أن بضائع المستوردين ستتكدس في الموانئ (الإسرائيلية)، ما قد يعرضها للتلف، في فصل جديد من فصول المعاناة للتجار.

ولفت إلى أن القرار سيكون له تأثير كبير على الأسعار، في الأيام القليلة المقبلة بسبب نقص بعض البضائع التي يحتاجها القطاع وبالأخص قطاع الانشاءات.

وشدّد على أن القرار (الإسرائيلي) يمثل ضربة قاصمة لما تبقى من الاقتصاد الغزي، وبمثابة المسمار الأخير في نعش الاقتصاد المتدهور نتيجة الحصار.

وعلى صعيد آخر، ستتضرر ميزانية السلطة بشكل كبير جراء اغلاق "كرم أبو سالم"، فانخفاض الواردات سيؤثر بشكل كبير على أموال المقاصة التي تجبيها (إسرائيل) من البضائع الواردة والتي تذهب لميزانية السلطة.

ويعتبر "كرم أبو سالم" المعبر التجاري الوحيد الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، وذلك بعدما أغلق الاحتلال 5 معابر مشابهة على حدود القطاع وأبقت هذا المعبر مفتوحا بشكل جزئي مع استمرار الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة منذ 12 عاما.

ويُقدر عدد الشاحنات الواردة للقطاع بـ 300 شاحنة يوميا، فيما كانت تصل سابقا –ما قبل الحصار- ما بين (800- 1000) شاحنة.

وتسبب الحصار (الإسرائيلي) المفروض على قطاع غزة منذ عام 2006 بأزمات وتداعيات كارثية على سكان القطاع، فوفقا لتقارير أوروبية فإن 40% من الغزيين البالغ عددهم مليوني نسمة يقعون تحت خط الفقر، فيما يتلقى 80% منهم مساعدات إغاثية.

وتجدر الإشارة إلى أن 65% من واردات القطاع عبر المعبر هي مواد البناء، إلى جانب 15% من السلع المعمرة كالأثاث والأجهزة الكهربائية وهو ما يعني أن 80% من السلع ستمنع من دخول غزة.

ويعاني قطاع غزة من أزمة معيشية واقتصادية كبيرة، إذ لا يتجاوز متوسط دخل الفرد حسب آخر الإحصائيات الرسمية 3 دولارات أميركية في الوقت الذي يعتمد فيه 80% من السكان على المساعدات الإغاثية.

وفي حديث سابق لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قالت إن البضائع الواردة لقطاع غزة تعيش انخفاضا غير مسبوق في عدد الشاحنات.

وأشارت الصحيفة إلى أن الانخفاض الكبير في عدد الشاحنات التي تدخل غزة من المعبر خلال العام المنصرم، مرجعة حالة الانخفاض إلى عجز القدرة الشرائية لدى المواطنين في غزة، نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي وتقليصات الرواتب التي فرضتها السلطة على موظفيها بغزة.

اخبار ذات صلة