قائمة الموقع

مقال: خزان التضحية

2018-10-22T06:29:21+03:00
رامي خريس
بقلم: رامي خريس

مع ازدياد تهديدات الاحتلال لغزة ازدادت أعداد المشاركين في التظاهرات على حدود قطاع غزة الشرقية، ومعها زادت أيضاً حالة الغضب والاقدام عند الشبان الذين اقتربوا كثيرا من السياج الفاصل بل اجتازوه في عدة نقاط.

وبعيدا عن الآراء في مدى الحاجة إلى الاقتراب من السلك من عدمه إلا أن حجم الاقدام والتضحية يؤشر إلى أن استعدادات المواطنين الفلسطينيين لمواصلة التظاهر والتضحية تتعاظم، ولم يؤد مرور أشهر على بدء المسيرات إلى تراجع بالرغم من عدم لمس المواطن العادي أي نتيجة تتعلق بأهداف المسيرة لاسيما فك الحصار أو تخفيفه.

وهنا يبدو أن التهديدات أو موجات الدعاية التي يبثها الاحتلال ضد المسيرات، أو تلك الموجهة من أطراف (فلسطينية) تحت عناوين (التكلفة العالية) أو (جدوى الفعل) أو غيرها من المصطلحات لم تفت في عضد المواطن الفلسطيني بل زادته تصميماً وإصرارا على المواصلة، بل ويتقدم في الميدان على قيادته أحياناً.

من الواضح أن المقاومة وفعلها تكشف أفضل ما لدى المواطن الفلسطيني، فهناك في الأزقة والحارات تم اكتشاف خزان التضحية الذي لم يكن ظاهراً إلا عندما حصلت حالة الاشتباك على الحدود، التي بالرغم من شعبيتها وسلميتها إلا أنها واجهت أعتى آلة القمع الإسرائيلي، فصمدت أمامها بل وعاد كثير من المصابين تسندهم عكاكيزهم إلى ميادين العودة.

 هكذا يمكن أن تعرف قيادة المسيرات حجم القوة الذي تملكه من خزان بشري هائل مستعد للتضحية في سبيل الحرية والعيش بكرامة، وأول سبل استعادة الكرامة زوال الحصار قبل زوال الاحتلال، وهنا مطلوب الاستثمار الأمثل لحالة الفعل المقاوم للوصول إلى نتائج وأهداف انتفاضة العودة.

اخبار ذات صلة