عاش الدولار الأمريكي أسبوعا من الارتفاع أمام العملات الأخرى بما فيها الشيكل (الإسرائيلي)، ليصل إلى مستويات 3.65 بعد أن كان في منوال (3.50 - 3.60).ويأتي ارتفاع الدولار بعد رفع الفائدة الأمريكية نهاية الشهر الماضي، وفي ظل توقعات برفعها مرتين أو أكثر خلال الأشهر المقبلة.
ويأتي رفع الفائدة في ظل البيانات الاقتصادية الجيدة التي يشهدها الاقتصاد الأمريكي خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما دفع الفدرالي للموافقة على رفع الفائدة رغم معارضة الرئيس الأمريكي ترامب لذلك.
ووفق محللين فإن التوقعات المستقبلية قوة أكبر للدولار مقابل سلة العملات الأجنبية الرئيسية، وكذلك الشيكل.
ارتفاعات أكبر
ويأتي ارتفاع الدولار أمام الشيكل في ظل الارتفاعات القوية التي شهدتها العملة الخضراء مقابل العملات الأجنبية الرئيسية وبشكل خاص مقابل اليورو.
ويستمر تأثير التوقعات بشأن السياسات النقدية للبنوك المركزية بدعم الدولار في الفترة الحالية، حيث تأكد الأسواق رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة أسرع من الاقتصادات الأخرى بما في ذلك الاقتصاد (الإسرائيلي) الذي لا يتوقع أن نشهد فيه أي رفع للفائدة خلال الفترة الحالية.
ومع ارتفاع الدولار، توقع تقرير لبنك دانسكي استمرار ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية خلال الأشهر الستة المقبلة.
ومع تمكن الدولار من تخطي مقاومة قوية مقابل الشيكل الأسبوع الماضي عند مستويات 3.55، وتخطي الهدف الثاني 3.64، بات الدولار ينظر إلى مستويات 3.72 حيث يشكل مستوى المقاومة الأهم على المدى المتوسط أمام الدولار مقابل الشيكل.
وعلى الصعيد الفلسطيني، تعاني المنظومة الاقتصادية المحلية من تعدد العملات المتداولة في ظل عدم وجود عملة وطنية، وهو ما يضع ارتفاع الدولار وانخفاضه في مصلحة أطراف مقابل أخرى.
ويتمنى العاملون والتجار الذين يتقاضون أموالهم بالدولار بارتفاعه أكثر، في حين تتمثل مصلحة متلقي رواتبهم بالشيكل في بقاء الدولار منخفضا.
وتجدر الإشارة إلى أن قوة الدولار تأتي بعد خفض وتيرة تداعيات الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وفي ظل الحديث عن فرص قوية للوصول إلى اتفاق مع الصين.
وفي تتبع لارتفاعات الدولار، نجد أنها بدأت منذ بداية العام الجاري، حيث كانت نقطة الدعم 3.48 حائلا قويا بين استمرار هبوط الدولار شيكل في بداية العام.
وتعرّف نقطة المقاومة بأنه السعر الذي يصعب على العملة أن ترتفع فوقه، ونقطة الدعم بأنه السعر الذي يصعب على العملة أن تنخفض دونه.
وهبط الدولار قليلا قبل أن يرتفع مجددا ليكسر خط الاتجاه الهابط ليعطي إشارة لمزيد من الارتفاع خلال الفترة المقبلة.
وتمكن الدولار من تجاوز نقطة مقاومة مهمة عند 3.64 الأسبوع الماضي، وهي مستويات مهمة جدا لأنها تعطي نظرة إيجابية لإمكانية الصعود إلى مستويات 3.89 خلال الفترة المقبلة.
وخلال المرحلة الحالية سنشهد حالة من الكر والفر لسعر الدولار أمام الشيكل، وفي المدى القصير، تبقى مستويات 3.67 مهمة جدا وكسرها صعودا إلى أعلى سيفتح المجال إلى مستويات دعم أعلى.
وتبقى النظرة الحالية إيجابية على الدولار، وترجح ارتفاعات بشكل أكبر، في ظل حاجة الأمريكان لدولار أقوى.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤشر أسعار المستهلك في (إسرائيل) ارتفع بنسبة 1% في يونيو الماضي، في حين وصل معدل النمو في الربع الأول من العام الجاري إلى مستويات 4.7%، من 4.5% -على أساس السنوي-، وهي مستويات جيدة لارتفاع الشيكل، إلا أن قوة الدولار عالميا يحول دون ذلك.
ورغم التوترات على طول حدود غزة في الجنوب وسخونة الجبهة الشمالية، إلا أن المستثمرين في (إسرائيل) ليسوا مرتبكين، ويركزون أكثر على القوة الأساسية للاقتصاد الإسرائيلي والبيانات المبشرة خلال الأشهر الأخيرة.
وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي في 25 و26 سبتمبر/ أيلول الماضي أن جميع صناع السياسات يدعمون زيادة أسعار الفائدة ويتفقون بوجه عام على أن تواصل تكاليف الاقتراض الصعود، رغم وجهة نظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن التشديد مضى أبعد مما ينبغي.
وقال خبراء لدى بنك: "غولدمان ساكس" إن المحضر يؤكد توقعات السوق لزيادة أسعار الفائدة في ديسمبر/ كانون الأول. ومن المتوقع زيادة أسعار الفائدة مرتين في العام القادم وفقا لأسواق المبادلات.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات المنافسة، أول أمس السبت 0.2% إلى 95.78.