أربعة وعشرون ثانية أصدرتها كتائب القسام غيرت المعادلات وأربكت الحسابات وردت على تهديدات ليبرمان برسالة أوضح منها، فاستمرت مسيرات العودة بزخمها، وكانت الجمعة الأخيرة مشهودة حملت إشارات تحد وقوة لشعبنا، ولن تقل عن الأسابيع الماضية بل زادت، ومن لم تعجبه مسيرات العودة الجمعة سيجد في زيكيم مسيرا بحريا أكثر حضورا وكثافة وانتشارا، فنحن في مرحلة صراع إرادات وعض أصابع، وشعبنا الفلسطيني يقول لليبرمان ونتنياهو إن تهديداتكم لا تخيف طفلا صغيرا في غزة يحمل حلم العودة، ويصر على كسر الحصار، فزمن الخوف والرعب من تهديدات (إسرائيل) قد ولى إلى غير رجعة، الحل الوحيد رفع الحصار واحترام إرادة شعبنا.
لا شك أننا نتعامل مع عدو خبيث ليس سهلا وعلينا الحذر، الاحتلال تعرض لصفعات عديدة من غزة، حساباته فيها معقدة لكن البيئة الإسرائيلية الداخلية أمام خيارين لا ثالث لهما، رفع الحصار بشكل واضح ومرض أو التوجه لحملة عسكرية وعدوان واسع، الخيار الأسهل والأقل كلفة للاحتلال رفع الحصار الاقتصادي فورا، إلا أننا أمام عدو متغطرس وحكومة يمينية متطرفة.
تضع حماس جميع الخيارات وتعمل عليها ووفق مقتضاها ولا تستبعد أيا منها، وواثقة أن ما يقدره الله خير، وتفضل تجنيب شعبنا العدوان العسكري، وفعلت كل ما عليها لكي لا تقع المواجهة، وتعاملت بحكمة واقتدار وأوصلت رسائل بذكاء وقوة، ونسقت مع الفصائل وأشركتهم بكل كبيرة وصغيرة.
في حال تعرضت غزة لعدوان فلن يبقى حجر على حجر في القضية الفلسطينية، وستخرج (إسرائيل) منهكة وفاشلة غير قادرة على أي فعل عسكري، وستتراجع قدرتها على الفعل، وستمس هيبتها، وأكثر المستفيدين من ذلك إيران وحزب الله وسيتكشف لهما وللعالم حجم (إسرائيل) الحقيقي، وسيمنحهما مساحة أوسع في سوريا ولبنان لسنوات دون أن تتحدث (إسرائيل) كلمة، فهذه الفاشلة أمام غزة المحاصرة ماذا ستفعل في معادلة سورية المعقدة.
الوحدة الوطنية أكثر ما نحتاجه اليوم في ظل التهديدات الإسرائيلية، ونداء الفصائل يعتبر خارطة طريق يمكن البناء عليه، وأتمنى من السلطة المسارعة في تبنيه كرؤية وطنية وبابا للخروج في ظل الأزمة المتصاعدة.
حكومة ومعارضة الاحتلال صفا واحدا ضد غزة، وهناك تهديدات حقيقية من قبل ليبرمان ووزراء الكابينت، ولهذا المطلوب من الرئيس أبو مازن قرارا سريعا برفع العقوبات، ورفض أي عدوان، وإعلان حالة استنفار المصالحة والعمل المشترك، وتبني نداء الفصائل.