أيام قليلة تفصلنا عن أقوى في مباراة في العالم، "الكلاسيكو" بين ريال مدريد وبرشلونة، والذي يعد من أكثر اللقاءات عداوة في كرة القدم بين فريقين، ما كان السبب في جعله المواجهة الأكثر مشاهدة بالعالم.
ولكن لماذا سميت هذه المباراة تحديدا بـ"الكلاسيكو" وكيف اكتسبت هذه الشهرة الواسعة حول العالم؟.
أصل العداوة التاريخية
يمكن اعتبار أن أصل العداوة التاريخية بين ريال مدريد وبرشلونة، هي في البداية صراع سياسي، بين سيادة ملك إسبانيا والذي يمثله ريال مدريد، وبين إقليم يسعى للاستقلال عن الحكم، وهو إقليم "كتالونيا" والذي يمثله برشلونة.
وبالتالي في أي مباراة بين الفريقين، تحاول جماهير برشلونة الهتاف لإقليم "كتالونيا" كنوع من المطالبة بالاستقلال، حتى أنها لا ترفع علم إسبانيا في المدرجات، وتبدله بعلم الإقليم المميز بالأصفر والأزرق.
الحرب السياسية بين الناديين بدأت في أوائل الثلاثينيات، وذلك عندما حدثت محاولة انقلاب على الحكم في إسبانيا، تصدى لها فرانسيسكو فرانكو وزير الدفاع وقتها.
واشتعلت الحرب الأهلية في إسبانيا في الفترة بين عامي 1936 حتى 1939، وبعد انتهاء الحرب، ألقى فرانكو القبض على رئيس برشلونة، مؤكدا أنه كان يدعم محاولة الانقلاب على الملك.
مباراة تاريخية
تقابل ريال مدريد مع برشلونة في كأس إسبانيا عام 1943، وفاز برشلونة في الذهاب (3-0)، وفي مباراة العودة، مُنعت جماهير برشلونة من الحضور، وتم الهجوم على حافلة النادي أثناء توجهها لملعب المباراة.
وتقدم ريال مدريد في بداية المباراة (2-0)، وتعرض أحد لاعبي برشلونة للطرد، حتى انتهى الشوط الأول (8-0)، ورفض لاعبو برشلونة الخروج من غرف الملابس واستكمال الشوط الثاني، وهناك اختلفت الروايات والحقائق، فقيل إن فرانكو أجبر برشلونة على استكمال المباراة، التي انتهت لريال مدريد (11-1).
لقب الخائن
من أكثر الصراعات بين الناديين، هو محاولة كل فريق الحصول على لاعب من الغريم الآخر، وفي حالة نجاحه يتم إطلاق لقب الخائن على الراحل، من جماهيره القديمة.
ومن أبرز الحالات رحيل لويس فيغو في نهاية التسعينيات من القرن العشرين إلى ريال مدريد، ولويس إنريكي في منتصفها صوب برشلونة.
ولكن الأغرب كانت حكاية الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو، والذي حصل الناديان على موافقة ناديه الأرجنتيني للحصول على توقيعه، وبعد جدال مع "الفيفا" والاتحاد الإسباني تم الاستقرار على أن يلعب دي ستيفانو عامين لريال مدريد ومثلهما لبرشلونة.
ويقال إنه بعد تدخل الحكومة الإسبانية، تراجع برشلونة عن التعاقد، وأصبح دي ستيفانو لاعبا خالصا للنادي "الملكي".
الكلاسيكو بداية التسعينيات
أول تسمية لمباراة ريال مدريد وبرشلونة بـ"الكلاسيكو"، كانت في بداية التسعينيات، إذ كانت من قبل تسمى بـ"الديربي".
وسبب ذلك هو انطلاقة برشلونة القوية في المحافل الأوروبية، والفوز بدوري أبطال أوروبا لأول مرة عام 1992، وأصبح الفريق واحدا من الأسماء القوية في القارة، بالإضافة إلى تقديم كرة قدم رائعة وجديدة بقيادة يوهان كرويف، لينصب االفريق نفسه قطبا ثانيا في إسبانيا.
ولا يمكن أن ننسى فضل انتشار مشاهدة المباريات في العالم بسبب تعدد القنوات الفضائية، والتي سهلت الكثير على المتابعين في ذلك الوقت.
ومع تعاقد الناديين مع أفضل نجوم الكرة على مدار السنوات الماضية، أصبح "الكلاسيكو" يتصدر مشهد مباريات كرة القدم حول العالم.