تابعنا المؤتمرات التي عقدت أمس في غزة ورام الله، الأول كان شعبياً ضم فصائل من داخل منظمة التحرير الفلسطينية على رأسها الجبهتان الشعبية والديمقراطية والمبادرة الوطنية، وأخرى من خارج المنظمة مثل حماس والجهاد الإسلامي، وغيرهم الكثير، فضلاً عن النواب الفتحاويين المحسوبين على تيار محمد دحلان.
وعند التفحص في وجوه المشاركين في مؤتمر رام الله "المركزي" الانفصالي لا تجدهم سوى من أولئك الذين يوالون رئيس السلطة ويستفيدون من عطاياه، ومحمود الهباش أكبر الأمثلة على ذلك.
الحاضرون في جلسة مؤتمر رام الله لا تجد من بينهم الكثير من الشخصيات التي كانت قبل سنوات قليلة حليفة لعباس، ومن أمثلتهم محمد دحلان، سلام فياض، ياسر عبد ربه وغيرهم الكثير.
عند البحث في القوى الفلسطينية الفصائلية أو الشعبية لا تجد إلا النذر اليسير الذي يقف إلى جانب رئيس السلطة وحسب المعطيات فإن بعضها من اللاهثين وراء الامتيازات، أو الخائفين من زولها.
وهنا يقفز إلى السطح سؤال كبير: من مع أبو مازن وعلى ماذا يستند؟
من خلال استقراء سريع لعلاقات الرئيس لا تصمد شراكاته مع أحد طويلاً، فالرجل لديه شهوة السلطة والاستفراد في القرارات، ويبدو أن علاقة التنسيق الأمني مع الاحتلال هي العلاقة الوحيدة التي يسعى للحفاظ عليها -بالرغم من قرارات مؤسسات المنظمة التي طالبت بقطعها-. بل إنه تباهى بتطابق آرائه مع رئيس الشاباك نداف أرغمان بنسبة 99%، وقبل عقد المجلس المركزي بأيام قليلة كان في زيارة لسلطنة عمان قبل أن يزورها نتنياهو وقادة أجهزته الأمنية بما فيهم أرغمان، وهو ما يفتح المجال للتساؤلات حول احتمالات تنسيق مشترك بين الطرفين بوساطة السلطان قابوس.
عباس لا يسعى لأي شراكة مع مكونات الشعب الفلسطيني، بل يبدو أن همه الأكبر الحفاظ على سلطته وكرسيه بمساندة إسرائيلية، وهو ما تشير إليه تصريحات نتنياهو في المؤتمر العام للمنظمات اليهودية في أمريكا الشمالية الذي عُقد في (تل أبيب) عندما قال: لولانا لسقط حكم عباس في الضفة بغضون دقيقتين".