قائمة الموقع

مكتوب: الأسيرة الجريحة عبلة العدم تعود للحياة دون حبيبتها!

2018-10-30T15:02:01+02:00
صورة
الرسالة-محمد عطا الله

كل شيء تغير بالنسبة لعبلة، فهي تحاول جاهدة تجاوز ثلاثة أعوام مرة وقاسية جدًا كادت أن تفقدها حياتها؛ فيما قُدر لها البقاء والعودة للحياة لكن هذه المرة دون حبيبتها التي فقدتها نتيجة عدة رصاصات اخترقت رأسها.

كان ذلك يومًا فارقًا في حياتها حينما خرجت الأسيرة المحررة الجريحة عبلة العدم مشوارًا خاطفًا لشراء بعض الأغراض واللوازم البيتية لمطبخها، عادت مسرعة كي لا تشعر بغيبتها طفلتها الصغيرة التي لم تتجاوز الثلاثة أعوام، دون أن تدري بأن رصاصات وعنجهية الاحتلال ستكون لها بالمرصاد وتغيبها خلف القضبان أيضًا ثلاثة أعوام متكاملة!

تَصادف مشوار عبلة في يوم 20 ديسمبر من العام 2015 مع اشتعال مواجهة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي على باب الزاوية بجانب شارع الشهداء في مدينة الخليل، وبشكل مفاجئ صوّب جندي إسرائيلي سلاحه تجاهها لتستقر عدة رصاصات في رأسها، لتكون سببًا في فقدانها عينها وكسر وفقدان الجزء اليمين من الجمجمة.

انقض الجنود على جسد عبلة والتي يقارب عمرها على الـ 50 عامًا، واستمروا في ضربها غير آبيهن بإصابتها ونزيف الدم من رأسها، ليجري اعتقالها ونقلها إلى سجن هشارون تمهيدًا لمحاكمتها.

بعد جولة من التحقيق والمحاكمات أصدر الاحتلال بحق الأسيرة الجريحة، حكماً يقضي بالسجن الفعلي مدة ثلاث سنوات، إضافة إلى وجوب دفع غرامة مالية وقدرها 2 ألف شيقل، بحجة محاولتها تنفيذ عملية طعن.

ليالِ وأيام طويلة لا تذكر العدم فيها سوى بطش سجان لا يراعي أي قيم إنسانية أو حرمات دولية، تدهورت من خلالها صحتها وتراجعت بشكل كبير وخرجت من السجن بعد 3 أعوام فاقدة جزءًا من جمجمتها التي تهتكت بفعل الرصاص وعينها اليمني، وأصيبت بخلل وظيفي في الفك الأيمن.

وتعاني الأم لتسعة أبناء بعد الإفراج عنها من فقدان حاسة الشم، إضافة إلى وجود إصابة بالغة في أذنها اليمنى، وفقدت القدرة على السماع من خلالها، كما وحدثت شروخ في عدد من الفقرات نتيجة تعرضها للضرب في منطقة الظهر.

وتقول العدم فور الإفراج عنها: إن إدارة السجن تعاملت معها أسيرةً من اليوم الأول لاعتقالها، ونقلتها في سيارات البوسطة وليس سيارات الإسعاف، وأنه لا إنسانية في الاحتلال.

ولا يجد الاحتلال في الأسيرات المريضات سوى التعذيب والإهمال دون التعامل وفق القوانين الدولية التي تشرع العلاج لهم والتعامل بشكل حسن على اعتبار أنهن أسرى، على حد وصفها.

وأفرجت قوات الاحتلال يوم الخميس الماضي عن الأسيرة الجريحة العدم، لتعود لبيتها بعد سنوات من عذابات السجن والسجان، وتبدأ حياة جديدة أراد الاحتلال لها الزوال.

 

 

 

اخبار ذات صلة