لا يتورع محمود الهباش منذ هروبه من قطاع غزة في منتصف العام 2007 عن مهاجمة القطاع وممارسة التحريض على غزة، في كل مرة يعتلي فيها منصة مسجد التشريفات في مقر المقاطعة بالضفة الغربية.
الهباش الذي طُرد من حركة حماس أواخر التسعينات بعد أن أثبتت عليه سرقات واختلاسات قام بها خلال تواجده في صفوف الحركة، وهو الأمر الذي اعترف به عند التحقيق معه، اعتاد على الظهور بين حين وآخر بخطبه التي مزج بها سياسة الكذب بالدين مستغلا حقده الدفين على غزة وتساوق الحاضرين من أصحاب الرتب السامية في سلطة رام الله معه.
وفي ذلك الوقت شكّل حزب خاص به أسماه "حزب الاتحاد" وذلك مع دخول السلطة الأراضي الفلسطينية، وأعلن ولاءه المطلق لهم، واستغلته حركة فتح ليهاجم حماس كونه كان ضمن صفوفها.
حكاية الرجل الذي يشغل حاليا قاضي قضاة فلسطين الشرعيين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية بدأت حينما وصل لرام الله وتقلد مناصب عُليا كان أبرزها شغله لمنصب وزير الأوقاف والشؤون الاجتماعية والزراعة وصولا للقضاء.
ومنذ تلك الفترة اقترن اسم الهباش بالعديد من ملفات الفساد التي يحاول التستر من خلالها بالدين والتقرب من رئيس السلطة محمود عباس الذي عادة ما يضفي على قرارته الصبغة الدينية وخاصة فيما يتعلق بسياسته اتجاه قطاع غزة، أبرزها كان عندما منح عباس صكوك غفران لأفعاله التي تستهدف الغزيين وطالت قوت أطفالهم فيما عرف بـ-مجزرة الرواتب-وأفتى بجواز هدم وإحراق قطاع غزة في سبيل استعادته.
وفي السابع من سبتمبر من العام 2014 أعلنت هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية التحقيق مع الهباش بقضايا فساد مالي بنحو مليوني دولار أمريكي متهم باختلاسها عندما شغل منصب وزير الأوقاف الفلسطيني.
وذكرت صحيفة "العرب اليوم" آنذاك أن التحقيق يشمل إقدام الهباش أثناء توليه وزارة الاوقاف بنقل مقرها من منطقة العيزرية شرق القدس لمبنى في رام الله تم استئجاره وتجهيزه بحوالي مليون و800 ألف دولار أميركي، رغم أن الوزارة لم تكن تدفع أي أموال لمقرها السابق لأنه مُلك للوزارة.
وأثار ذلك المبلغ الضخم شبهة الفساد حول قرار الوزير بنقل الوزارة من مبانيها في بلدة العيزرية شرق القدس مقابل مبنى في رام الله أنفق عليه بدل استئجار وترميم أكثر من مليون و800 ألف دولار أميركي.
كما حققت الهيئة بشبهة فساد حول صفقة وقعها الهباش بتأجير عشرات الدونمات من أرض الاوقاف في محافظة أريحا لزراعة شجر النخيل مقابل دينار أردني - حوالي دولار ونصف اميركي - لكل دنم سنويًا.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد امتد فساد الهباش إلى القضاء بعد أن عيّن ابنه أنس الذي تخرج من الثانوية العامة بنسبة 53% ودرس في كلية الشرطة في مصر، بمنصب معاون وكيل نيابة، وبعد سنة تم ترقيته لمنصب وكيل نيابة عامة، كما نقل عباس ابنة مستشاره للشئون الدينية "الهباش" في ديوان قاضي القضاة بدرجة مدير " cوجاء في القرار، "يتم تعيين الأخت إسراء محمود الهباش" في ديوان قاضي القضاة بدرجة مدير (C)، اعتباراً من تاريخه"، ومن المعلوم أن هناك ابنة أخرى للهباش تعمل في ديوانه.
وقبل أيام قليلة ظهر قرار جديد بتعيين ابنة محمود الهباش المستشار الديني للرئيس عباس ضمن طاقم السفارة العامل في تركيا بدرجة سكرتير ثاني.
فساد الهباش وصل أيضا إلى ملف الحج، لا سيما مع شغله منصب قاضى القضاة، فقد زج بأسماء العديد من أقاربه للحج على حساب منحة الشهداء، وكشفت مصادر خاصة في لجنة عوائل الشهداء لـ"الرسالة" قبل شهرين أن قرابة الـ 560 شخصًا جرى ترشيحهم من طرف الهباش على "مكرمة الشهداء"، ورفض اعتمادهم ابو جودة النحال مدير المؤسسة في غزة.
وفقا للمصادر فإن من بين الاسماء التي رشحت هذا العام ضمن الكشوفات 4 أسماء من المقربين للهباش، عرف منهم "ب.ه" هي وزوجها، إضافة لـ11 اسم من منطقة الوسطى مسقط رأس الهباش.
وأطاحت كشوفات الهباش بأبو جودة النحال، فيما بررّت انتصار الوزير فعل الهباش بأن هناك حصة لرئيس السلطة محمود عباس ضمن المكرمة هو من يرشح اسماءها، وقالت ان العاملين في المؤسسة اخطأوا في اختيار عدد أكبر من المطلوب في المنحة.
كما كشفت وثيقة مسرّبة أنّ الهباش يملك عددا كبيرا من الشقق وعشرات الأراضي في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، إضافة إلى "فيلا" فخمة في رام الله. وتشير الوثيقة الصادرة بتاريخ 17/1/2014 إلى أنّ الهباش قام بتسجيل هذه الممتلكات باسم زوجته "أمل يوسف الهباش".
ولطالما أثار "الهباش" الجدل بمجموعة من التصريحات والمواقف المستهجنة في الأوساط الفلسطينية والعربية والإسلامية، نظرًا للمكانة التي يفترض أنه يشغلها. ففي أغسطس الماضي، تهجم على أحد الموظفين العاملين بمطار الملكة علياء الدولي في الأردن، الأمر الذي اثار استياءً عارمًا بسبب هذا السلوك الذي يتنافى مع مكانته.
وفي أبريل الماضي، أفتى الهباش في حوار مع قناة عبرية، بعدم جواز قتل الإسرائيليين وساوى بين الدم الفلسطيني والدم الإسرائيلي، واصفًا العمليات الفدائية بـ"الجريمة".
وفي أكتوبر 2016، دافع الهباش عن مشاركة عباس على رأس وفد موسع من السلطة، في جنازة السفاح الإسرائيلي "شمعون بيريز"، وقال إن "الرسول محمد كان سيشارك بهذه الجنازة، لو كان حيًا".
وبمارس 2015، دعا القادة العرب إلى أن تمتد عملية عاصفة الحزم - التي تقودها السعودية لقتال الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن - إلى أن تشمل قطاع غزة.