يعلم الجميع أن منتجات التبغ مُضرة بالصحة، لكن ماذا عن السجائر الإلكترونية؟ يقول أغلب المصنعين إنها آمنة أكثر من السجائر العادية بنسبة 95%.
وأفادت الكاتبة ماريا كرافيتس في التقرير الذي نشره موقع "أف بي" الروسي، أن المصنعين شرعوا في صناعة السجائر باستخدام مواد جديدة، لتلبية احتياجات الراغبين في اتباع نمط حياة أكثر صحة.
وقد استخدمت سوائل تحتوي على الفيتامينات في هذه السجائر. فهل هذه السجائر بديل آمن فعلا للسجائر العادية أم أنها مجرد حيلة تسويقية؟
وقالت الكاتبة أن السجائر الإلكترونية تتوفر بمختلف الأشكال والأحجام، وتحتوي كل سيجارة على بطارية ومبخرة وهي الجزء المسؤول عن عملية تبخر السوائل، وأشارت إلى التنوع الكبير للسيجارة الإلكترونية، كما أن جلها يحتوي على مجموعة مختلفة من السوائل. وتشمل تركيبة هذه السوائل على البروبيلين غليكول والجلسرين، وغيرها من المواد بالإضافة إلى النيكوتين في بعض الأحيان.
وفي هذا الصدد، أثارت الكاتبة مسألة مدى تأثير هذه السجائر على الصحة، علما بأن مستخدميها عادة ما يسعون لتجنب مخاطر التدخين.
وفي الواقع، تنتج العديد من الشركات المصنعة للسجائر الإلكترونية سوائل تحتوي تركيبتها على النيكوتين بنسب متفاوتة، من مليغرامين اثنين إلى 12 مليغراما.
وبحسب الكاتبة، يخلّ هذا الأمر بنمط الحياة الصحي، نظرا لأن هذه المواد الضارة تؤثر سلبا على الجسم وتتسلل إلى الدم. وفي هذه الحال، يكمن الاختلاف الحقيقي والوحيد بين السجائر العادية والإلكترونية في انعدام عملية الاحتراق، مما يعني أن التأثير المسرطن للسجائر يكون أقل، ولكن ليس بنسبة عالية.
وأضافت الكاتبة أن بعض أنواع السجائر الإلكترونية تحتوي على سوائل خالية من النيكوتين، وبالتالي هي غير مؤذية، على غرار البروبيلين غليكول والجلسرين التي تتبخر في درجة حرارة منخفضة للغاية مما يمنعها من التحول إلى مواد مسرطنة.
لكن، لا يوجد حتى الآن أي دليل مؤكد على أن البخار الذي تصدره السجائر الإلكترونية ليست له تبعات سلبية على جسم الإنسان مع مرور الوقت، أي بعد سنوات من استخدامها.
وبالنسبة للمستهلكين الراغبين فعلا في اتباع أسلوب حياة صحي، قدم المصنعون نوعا جديدا من السجائر الإلكترونية، اعتمدوا في تصنيعه على إضافة أنواع من الفيتامينات والزيوت الأساسية الطبيعية إلى السوائل الموجودة في السجائر، وقد لقيت هذه المنتجات نجاحا باهرا.
ولكن هل هذه المنتجات فعلا آمنة بالنسبة لصحة الإنسان؟ وبما أن السوائل الموجودة في السجائر الإلكترونية لا تحتوي على النيكوتين فهي غير ضارة بالتأكيد، فما الحاجة لإضافة فيتامينات إلى هذه السوائل؟
خدعة تسويقية
ونقلت الكاتبة عن البروفيسور في علم الأوبئة في جامعة "بوردو" ريان بايلي، أن "الفيتامينات السائلة تعتبر مجرد خدعة تسويقية. فمن المحتمل أن تكون هذه السجائر آمنة، إلا أنها قد يكون لها آثار سلبية أيضا. فلم يثبت العلم بعد أن من المفيد للصحة استنشاق الفيتامينات، كما لم يدرس هذا الموضوع بصفة عملية بعد".
وأضاف البروفيسور، قائلا: "حسنا قد لا يتأذى مستخدمو هذه السجائر في الوقت الراهن، لكن ما الذي قد يحدث في حال تفاعلت هذه المواد بصفة سلبية مع جسم الإنسان، وتحولت المواد المفيدة إلى مواد ضارة نتيجة تبخرها؟ لا أحد يستطيع الإجابة عن هذا السؤال في الوقت الراهن".
وفي هذا الصدد، أكد رجل الأعمال جورج ميتهالوبولوس الذي يقوم بتصنيع مكملات الفيتامينات، أن استنشاق فيتامين "د" قد يكون ساما.
وبناء على ما ذُكر آنفا، من الواضح أنه لا يمكن إثبات ما إذا كانت الفيتامينات في السجائر الإلكترونية ضارة أم أنها مفيدة للصحة في الوقت الحالي، نظرا لأنه لا يوجد أي دليل علمي يؤكد ذلك أو ينفيه.
في المقابل، من الواضح أن مصنعي هذه المنتجات يتبنون أسلوب شركات مستحضرات التجميل ذاته. فعلى الرغم من أن مكونات الشامبو تبدو صحية بحسب ما يرد على القارورة، فإنه لا يمكن التأكد من أنها آمنة تماما على صحة الإنسان.
وعلى العموم، إذا كنت ترغب في تعزيز صحة جسمك من خلال تناول الفيتامينات، فيمكن العثور على وسائل عديدة لذلك دون الحاجة لاستخدام السيجارة الإلكترونية.
المصدر : مواقع إلكترونية