تحدث موقع إسرائيلي الأحد، عما أسماه "الحرب الخفية" التي تدور في مدينة القدس المحتلة وتحديدا في الجزء الشرقي منها، بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، على خلفية ملكية العقارات والأراضي في المدينة المحتلة.
وقال موقع "i24" الإسرائيلي، إن "معركة حامية تدور في الآونة الأخيرة، بين السلطة الفلسطينية وبين (إسرائيل) حول بيع العقارات في القدس"، لافتا إلى أن "المعركة اندلعت قبل عدة أشهر حين قررت السلطة شن حملة لمنع أي فلسطيني من أهالي القدس من بيع أراض لليهود أو لجمعيات استيطانية".
وأشار الموقع إلى أن "الفلسطينيين ينظرون لكل من يبيع عقاره في القدس لجهات يهودية، على أنه خائن لوطنه وأنه يجب أن يخضع للتحقيقات من قبل السلطة الفلسطينية"، مضيفا أن "من يدير هذه التحقيقات مسؤولون رفيعو المستوى في السلطة بالتعاون مع أجهزة الأمن الفلسطينية، بل وفي حالات كثيرة فإنها تنشط هذه التحقيقات داخل القدس في الجزء الشرقي منها".
وذكر الموقع أن "هذه التحقيقات تعتبر في نظر السلطات الإسرائيلية مخالفة للقانون الإسرائيلي، نظرا لاعتبار هذه المنطقة من القدس تحت السيادة الإسرائيلية بحسب قانون توحيد القدس عاصمة لـ(إسرائيل) الصادر في مطلع الثمانينيات".
وفي السياق ذاته، أجريت في الشهر الماضي لقاءات بين عشائر فلسطينية كبيرة في محيط القدس ومن قرى مختلفة، من أجل التداول حول طرق التصدي لظاهرة تسريب الأراضي لليهود، من خلال "بيع خفي، ومن ثم تتم سيطرة اليهود على العقار بدعم الجيش الإسرائيلي".
ونوه الموقع الإسرائيلي إلى أن مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، "شهد تصعيدا ملحوظا، حينما اعتقلت المخابرات الفلسطينية عصام عقل، وهو من سكان شرق القدس ويحمل بطاقة إقامة إسرائيلية".
وأوضح أنه "كانت تحوم شبهات حول عقل بقيامه بتسريب عقار مقدسي لليهود في عقبة درويش بحارة السعدية في البلدة القديمة بالقدس، وذلك عقب إخلاله بتعد وقع عليه عند شراء العقار بعدم التصرف به لليهود"، وفق ما ورد في بيان لوزارة شؤون القدس التابعة للسلطة.
وأفاد الموقع بأن "القوات الخاصة الإسرائيلية أوقفت بعد ذلك بأسبوع عدنان غيث، محافظ القدس لدى السلطة الفلسطينية، وفي الوقت ذاته اعتقلت سلطات الاحتلال جهاد فقيه، الضابط الفلسطيني المسؤول عن محافظة القدس من جانب المخابرات الفلسطينية".
واعتبر الموقع أن "هذه الاعتقالات خارجة عن المألوف"، لافتا إلى أنه "تم إخلاء سبيل الاثنين بعد عدة أيام، بينما بقي عصام عقل في السجن الفلسطيني برام الله".
وأعادت سلطات الاحتلال الخميس الماضي، اعتقال غيث لعدة ساعات وحققت معه ثم أفرجت عنه، وداهمت قوات الاحتلال، اجتماعا نظمته السلطة في ناد يقع في حي باب العامود في القدس الشرقية.
وتتهم شخصيات مقدسية مسؤولين فلسطينيين متنفذين في السلطة، بالتقصير في محاربة ظاهرة تسريب العقارات في القدس، وربما بالضوع بشكل مباشر في تلك الصفقات المشبوهة، والوقوف خلف العديد من التسريبات التي جرت في القدس، وكان آخرها تسريب عقار "عقبة درويش" القريب جدا من المسجد الأقصى المبارك.
عربي21