قائمة الموقع

مكتوب: جاهزية الجبهة الداخلية الاسرائيلية للحرب

2018-11-05T07:08:13+02:00
رامي أبو زبيدة
رامي أبو زبيدة: الباحث بالشأن العسكري

باتت الجبهة الداخلية الاسرائيلية عرضة لجملة من التهديدات، لا سيما الصواريخ دقيقة التصويب ومن أكثر من جبهة، فطبيعة التهديدات على الجبهة الاسرائيلية الداخلية، تغيرت خلال السنوات الأخيرة، ولم تعد صورة الماضي ذاتها، علماً بأن طبيعة البيئة الجيو-استراتيجية التي تعاني منها (إسرائيل) لم تتغير، لقد تكيف الجيش الاسرائيلي وفقاً للنظرية الامنية التي صاغها ديفيد بن غوريون والمتمثلة باستخدام وسائل الهجوم والتركيز عليها، هذا وجد تعبيره الواضح عبر الأسس المعلنة للنظرية الأمنية والقوة العسكرية، التي اتبعها الجيش منذ بداياته الأولى، بانتهاج الوسائل الهجومية للتهديدات المحيطة به، خاصة على الجبهة الداخلية، بدلاً من الوقوف في حالة الدفاع عنها.

وكان نفتالي بينيت وزير التربية والتعليم، تحدث، خلال مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي، إن أي حملة عسكرية جديدة ضد لبنان سوف تضر بالجبهة الداخلية بشكل لم يراه الإسرائيليون، وتشير التقديرات العسكرية الاسرائيلية إلى أن المقاومة الفلسطينية في حال اندلاع الحرب في قطاع غزة او المقاومة اللبنانية في حال اندلاع الحرب بالشمال، ستطلق آلاف الصواريخ يوميا على (إسرائيل)، مشيرةً إلى أن أجهزة النظام الدفاعي مثل القبة الحديدية وغيرها قد لا تكون كافية لتوفير حل كامل للجبهة الداخلية.

من الواضح ان التهديد على الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، سيكون اخطر بكثير، في أي مواجهة قادمة، والسبب الأساسي لذلك ليس زيادة كميات الصواريخ وقذائف الهاون، التي يمكن ان تسقط على (إسرائيل)     بل الفعالية القاتلة لهذه النيران، والتي ستسقط ليس فقط من غزة ولبنان بل أيضا من سوريا، نتيجة لذلك، الخسائر والأضرار التي ستلحق بالجبهة الداخلية المدنية والعسكرية لـ(إسرائيل) قد تزيد مئات الأضعاف.

ويرى خبراء عسكريون أن الخلفيات التي تقف خلف مطالبة ليبرمان بزيادة 4.8 مليار شيكل إلى الموازنة الأمنية، هي عبارة عن تطورات استراتيجية حصلت في السنتين الأخيرتين وهي تؤثر سلبا على وضعنا الأمني، التطور الأول هو "التحول في الدقة" التي يسعى الإيرانيون إلى إدخالها على جميع عناصر النيران التي ينوون مع حلفائهم إطلاقها على (إسرائيل)، الإصابات المباشرة على عدد من "الأهداف النوعية" ستسبب بوقوع عدد كبير من الخسائر والأضرار الاستراتيجية العسكرية أو المدنية بمئات أضعاف ما تسببه آلاف الصواريخ غير الدقيقة.

التطور الاستراتيجي الثاني هو ان الحلبة السورية التي أضيفت إلى الجبهة الشمالية. وهناك توقع ان نرى في الحرب القادمة عمل منسق من قبل جهات إيرانية، سورية ولبنانية ومن غزة وسيطلقون النيران على وسط (تل أبيب) (مبنى وزارة الحرب)، المصافي وحاوية الأمونيا في حيفا وأيضاً على مئات "الأهداف النوعية" الإضافية في الداخل "الإسرائيلي"

 في الخلاصة، هناك أزمة حقيقية لدى (إسرائيل) على هذا الصعيد، وفي المستقبل غير البعيد سيجد الجيش "الإسرائيلي" صعوبة في تشغيل الخطط العملياتية والهجومية التي بلورها في البر والبحر، بقوة وبنجاعة كاملة، بهدف اسكات أو تقليص إلى حد كبير الخسائر والأضرار التي ستلحقها قوى المقاومة بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، وذلك ان الفجوات في تجهيز الجبهة الداخلية الاسرائيل للحرب لا تزال واسعة جدا.

اخبار ذات صلة