قبل مسيرات العودة كانت صفقة قرن وتصفية قضية وإنهاء عمل الأونروا وتسريح موظفيهم، وعقوبات على غزة ومنع للرواتب وحصار وخناق واغلاق للمعابر، وتقييد ومحاربة الصيد، ومنع مواد الخام والإعمار، ومناداة بسحب السلاح وهدم الانفاق، وبعد المسيرات تغير كل ذلك، ألم يكن هذا إنجازا وانتصارا واضحا؟! وإن لم يكن انتصارا فكيف تكون الانتصارات أيها الإخوة والأخوات أخبروني بالله عليكم؟!
حذرت سابقا من الإشاعات ومهاجمة المسيرات، ومنذ اليوم الاول والاستهزاء بها وبنا والاساءة لها ولنا، واليوم نقول بالفعل أثبت شعبنا انه عظيم وانه قادر أن يقف وحده ويواجه منفردا وجه الظلم والاحتلال وأمريكا و(إسرائيل)، فهنيئا لكل من شارك بمسيرة العودة، هنيئا لعوائل الشهداء ولكل جريح ومصاب ومغبر، هنيئا لمن دعم ودعا وشجع هذه المقاومة الشعبية المظفرة، أثبتنا اليوم أننا جميعا على حق، ولم يُضيع الله صبرنا ورجاءنا وثباتنا، المسيرة لم تنهي مهماتها بعد، وهي مستمرة وسلاحنا متيقظ ومنتبه ووحدتنا أهم انجازات المسيرة.
تعمل حماس بكل ما أوتيت من قوة لتجنيب شعبها المواجهة والعدوان العسكري الإسرائيلي، وباعتقادي نجحت في ذلك، وتعمل كل ما بوسعها لكسر الحصار عن غزة هل في ذلك خطأ؟
من يعرقل كسر الحصار ويفرض العقوبات، يسعى لأن تأتيَ غزة على أربع، تتوسل الاحتلال شربة ماء، وتُقدس وتسبح بحمده، وترهن نفسها وحياتها وامتيازاتها باتفاقيات أمنية خطيرة، وهذا ما لا تفعله ولن تفعله، وباعتقادي غزة كما أنها لا تريد المواجهة فهي مستعدة لأبعد من مواجهة مسقوفة بيوم أو يومين شهر او شهرين، وفي حال لم يُرفع الحصار وزادت المعاناة فأهل غزة قادرون على التحدي وكسب التحدي، فمسيرات العودة المستمرة ستزيد وتتضاعف كما وكيفا، وتجاوز السلك بعشرات الالاف من السلميين أضحى مسألة وقت.
عباس عاجز عن فرض عقوبات جديدة بسبب رفض المصريين وخشية الاحتلال من حرب جديدة او تفجر المواجهة، ولكنه يستمر بأخذ أموال الموظفين الفتحاويين بوحشية.
في بداية العقوبات انتفض فتحاويو غزة على الرئيس عباس، فهددهم ومن ثم أقنعهم أن هذه الإجراءات لشهر ديسمبر 9/ 2018 وستنهار حماس وستسقط بيده، وسيعوض الفتحاويون دفعة واحدة، اليوم نحن في نوفمبر وحماس أقوى من ذي قبل والمعادلات تتغير لصالحها، ومع ذلك الرئيس عباس ما زال يخصم على موظفي فتح في غزة ويحيلهم للتقاعد.
للأسف فتح تنهار على يد الرئيس أبو مازن، وقيادات فتح اليوم لم يعد لهم عين لمواجهة كل هذا التوهان وأتمنى منهم وأنا ناصح أمين الانتباه فالوقت والمتغيرات تفوتهم.