37 يوما من عمليات البحث والتنقيب خلف المطارد أشرف نعالوة نفذها جيش الاحتلال برفقة الطائرات والقوات الخاصة والاستخبارات فشلت في الوصول إليه، وهو الأمر الذي يخشى الاحتلال أن يكون له تبعات على الردع والأمن العام والثقة بقواته.
وفشل جيش الاحتلال أمس الأربعاء باعتقال المطارد نعالوة بعدما حاصر منزله في ضاحية شويكة في طولكرم شمال الضفة، وفرضت منع التجول على المنطقة.
وأفادت مصادر محلية، أن جنود الاحتلال اعتلوا أسطح المنازل المجاورة لمنزل نعالوة، وحاصروه من كل الجهات، ثم احتجزوا شقيقته التي كانت في المنزل، وحققوا معها.
وأضاف أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي على المنزل والقنابل الصوتية داخله، ومشطوا المنطقة بالطائرات والجنود المشاة، ومنعوا الصحفيين من دخولها.
ونادى جنود الاحتلال عبر مكبرات الصوت "كله يطلع برا بدنا نطخ ع البيت"، و"أشرف سلم حالك"، واستمرت في حصار المنزل قرابة ساعتين، وخربت محتويات المنزل، وفجرت بوابته.
ولم يدع الاحتلال وسيلة إلا لجأ إليها لعلها تساعده في الوصول إلى المطارد كان آخرها أمس باعتقال والده وليد أبو شيخة "نعالوة" (59 عامًا) ليصبح وليد رابع المعتقلين من العائلة، بعد زوجته وفاء مهداوي (54 عامًا)، وابنته المحاضرة في جامعة النجاح فيروز (32 عامًا)، وابنه أمجد، إذ كان جيش الاحتلال قد اعتقلهم الشهر الماضي، وتم تمديد اعتقالهم عدة مرات، فيما يُنتظر أن تُعرض الأم وابنتها على المحكمة اليوم الخميس.
ويحاول الاحتلال باعتقال عائلة أشرف الضغط عليه لارتكاب خطأ، أو ربما تسليم نفسه، بعد مضي شهر كاملٍ على تنفيذه عملية إطلاق نار في مستوطنة "بركان"، أسفرت عن مصرع (إسرائيليين) وإصابة ثالثة.
كما قرر جيش الاحتلال هدم منزل العائلة، وأمهلها حتى الأحد المقبل لإخلائه أو تقديم اعتراض أمام المحكمة العليا (الإسرائيلية)، بعد رفض الالتماس السابق ضد القرار.
وبحسب المعلومات المنشورة عن نعالوة فإنه حقق أعلى نسبة استنزاف للاحتلال في رحلة المطاردة المستمرة حتى الان فهناك 20 ألف جندي يبحث عن المقاوم منذ أكثر من 30 يوماً، عدا عن 15 مليون دولار تكلفة إجمالية لتحركات الجيش والشاباك في البحث عن نعالوة.
ورصت 36 جولة تفتيش كبيرة حتى الان قام بها الجيش بحثاً عنه فيما أقام 52 حاجزا طارئا في سبيل الوصول إليه، وأقدم على تفتيش 394 منزلا، كما استدعى 300 مواطن على خلفية الحادث.
وفي السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي اياد القرا إن فشل الاحتلال في الوصول إلى نعالوه يعد تطوّرًا نوعيًّا لدى المقاومين ومن يساعدهم، ولدى الأهالي في التعامل مع المقاومين وإخفائهم والحفاظ عليهم من عيون الاحتلال، وعيون ضباط التنسيق الأمني.
ولفت في مقال له أن الاحتلال يتحدث عن أن استمرار مطاردة أشرف يمثل كابوسًا له، وفشلًا استخباراتيًّا وعملياتيًّا، كما أن هناك خشيته أن يكون عملًا منظّمًا، وخاصة أن أشرف مسلح.
ويرى القرا أن القضية ليست أشرف وحده بل إن الاحتلال يخوض صراعًا لتحييده كي لا يصبح مشروعًا ينهض في الضفة، ومن الواضح أننا أمام نموذج جديد ينجح فيه الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بفضل الحاضنة الشعبية ورفع مستوى الوعي بحماية المقاومين.
الجنرال احتياط رونين ايتسيك في جيس الاحتلال قال إن شعور بعدم الرضا يسود من غياب القدرة على إغلاق دائرة الخطر المباشر من قبل المنفذ، بالإضافة إلى أن إطالة أمد حدث من هذا النوع ستكون له تداعيات على الردع والأمن العام والثقة العامة بقوات الأمن.
وأضاف: مهما كان السبب، ليس هناك شك في أن هذا حدث استثنائي قد يشير إلى طريقة تخف مختلفة عما عرفناه.
وبين أنه منذ العملية اقام الجيش نقاط تفتيش وأغرق المنطقة بالقوات والمستطلعات والطائرات بدون طيار، كما أن مراكز الأمن المختلفة شددت تعليماتها حول زيادة اليقظة، ومتابعة اي اتصال او تقارير ترد من الجمهور، فيما تبذل القيادة جهودا استخبارية لمحاولة الحصول على معلومات من شركاء المنفذ وعائلته وأي شخص قد يكون على اتصال معه.
ولفت إلى أنه من المحتمل جداً أن المهاجم تمكن من خداع الفروع الأمنية وبدأ حياة جديدة في بلد أجنبي، وإذا كان الأمر كذلك، فإن قوات الأمن ستكون مطالبة بالتفتيش بعمق عما إذا كان المهاجمون قد وجدوا طريقا للهروب من أقوى رادار استخباراتي في العالم.