قائمة الموقع

مكتوب: عرفات وغزة.. القاتل واحد

2018-11-12T06:17:18+02:00
وسام عفيفة
وسام عفيفة

في ذكرى رحيل القائد ياسر عرفات يفتح البكاؤون دواوين النحيب على صفحات الصحف والمواقع والشاشات، يعددون مناقب القائد ويستذكرون محطات سيرته النضالية، وبينهم لئام نهشوا لحم الراحل واسترزقوا من معاداته خلال حصاره، ولا يزاولون يسيرون في جنازته بعد اغتياله.

لو طال العمر بأبو عمار لما أبقى لمختلسي المال وأرزقية الأقلام وبائعي الكلام مكانا في بطانته بعدما تركت لدغاتهم أثرا على جسده، وقد سمعهم يتنادون لوراثته قبل أن تصعد روحه.

البكاؤون على أبو عمار طعنوه في حصاره، وها هم يذرفون اليوم الدمع على غزة المحاصرة، بعدما صمتوا على اغتيال زعيمهم ولم يجرؤوا على رفع قلمٍ أو صوتٍ في وجه قاتله.. ويساهمون اليوم في تسميم غزة، يبيعوها شرفا وقد فضوا بكارتها، ثم يتهموها بالزنى السياسي والخضوع الوطني وأنها تأكل من ثدييها، هؤلاء المزايدون على وطنية غزة وتضحياتها ينطبق عليهم المثل الشعبي:" القحبة إن تابت عابت".

المنتحبون على الختيار يعلمون جيدا أنه لم يكن يقبل أن تعاقب غزة باسم الشرعية، وإن جرى فصلها برسم الوحدة الوطنية، والراحل هو من منح لقب "كرزاي فلسطين" لكبيرهم الذي علمهم أن الحياة مفاوضات والتنسيق الأمني مقدس والمقاومة المسلحة عبثية.

بين غزة وعرفات قواسم مشتركة وتشابه في العناد والصمود وقد اجتمعت عليهما نفس أجنحة المؤامرة من الاحتلال والاقليم وأخوة التراب، نجحوا في اغتيال عرفات لكن غزة تطاردهم، تفضحهم وتكشف زيف دموعهم.

رحل أبو عمار وظنوا أنهم تمكنوا من الاحتفاظ بلغز اغتياله واخفاء هوية قاتله، لكن المفاجأة جاءتهم من غزة، التي تصدت لسمومهم وأحبطت جريمة الاغتيال بحق مليوني فلسطيني تحدوا الحصار.

غزة الوفية تحل لغز اغتيال أبو عمار في حصاره ...

من يحاصرون غزة هم من قتلوا عرفات قبل 14 عاما.

اخبار ذات صلة