وقفت حائرا منذ ساعات الصباح الباكر عن ماذا نكتب؟، عن جريمة الاحتلال في خانيونس، وصنيع المقاومة الي افشل ما خطط له الاحتلال، عن شهداء خانيونس الابطال وعلى رأسهم القائد نور الدين بركة، عن مسيرة التشييع المهيبة والتي اكدت أن شعبنا يقف خلف المقاومة بل ويناديها بالصوت العالي بالرد على جريمة الاحتلال، هل نتحدث عن الرد المتوقع من قبل الاحتلال في تحديد أهدافه وأن بنكه للمعلومات فارغ فقام بقصف المنازل والمؤسسات المدنية؟، هل نتحدث عن صاروخ الكورنيت وما احدثه في زعزعة الكيان الصهيوني ؟، عن ماذا نتحدث عن كمين العلم والذي اكد على ابداع المقاومة وكشف كذب الاحتلال على جمهوره .
عن ماذا نتحدث عن الجمهور الفلسطيني الذي خرج داعما للمقاومة ولغزة مفتخرا بما حققته المقاومة داعيا الى دعمها مناديا للوحدة وإنهاء الانقسام معتبرا غزة جزء أصيل مقاوم مدافع عن الشعب والقضية؟.
عن ماذا نتحدث عن الزلزال الذي أحدثته المعركة داخل الصف السياسي الصهيوني وحجم الخلاف والتناقض في صفوفه وما سيحدثه من انقسام وتفكك لحكومة نتنياهو الأمر الذي سيدفعه إلى تقديم الانتخابات بعد أن يقدم وزراء وازنين في حكومة الاحتلال للاستقالة ؟، عن ماذا نتحدث عن الحراك الاقليمي المصري القطري الأممي لوقف التصعيد بعد الخرق الصهيوني له والذي أدى إلى تفاهمات للعودة إلى حالة وقف إطلاق النار ولا اعتقد أن الاحتلال سيلتزم به في ظل الاضطرابات التي تعيشها مستوطنات الغلاف الرافضة لوقف اطلاق النار والذي عدة تنازل وخضوع للمقاومة الفلسطينية وهزيمة للاحتلال؟.
عن ماذا نتحدث عن موقف روسيا الذي حمل الاحتلال المسئولية نتيجة خرقة لحال الهدوء بحادثة خانيونس ؟، أم موقف تركيا الي دعا إلى وقف العدوان الصهيوني والقصف على قطاع غزة ، أم عن موقف بريطانيا وغيرها من البلدان التي أدركت أن الاحتلال يتحمل المسئولية ، أم أن نتحدث عن موقف بعد بلدان الاعراب التي لازالت تمارس الخيانة من خلال التطبيع مع الاحتلال ووقوفها عاجزة عن الطلب من الاحتلال بالكف عن جرائمه؟، أم نتحدث عن المنبطحين المستسلمين الداعين الاحتلال إلى مزيد من القصف والتدمير للمقاومة ؟.
عن ماذا نتحدث عن الوحدة والتي كانت كلمة السر في توحيد الموقف وتوحيد القرار وتوحيد الشعار وتوحيد ساعة الرد ومن يضرب من ينتظر، وحدة كنا بحاجة لها بدأت بمسيرات العودة وتجلت في غرفة العمليات المشتركة ، فكانت ايقونة المقاومة وكلمة سرها التي بفضل الله سر ما حققته المقاومة إلى جانب التخطيط ورابطة الجأش والقدرة على التحكم والتوجيه ، هذه الوحدة التي تجلت وأنجزت ولعبت دورا كبيرا فيما تحقق، هذه الوحدة التي تتطلبها القضية الفلسطينية وحدة في الميدان ووحدة في القرار وشراكة في كل مفاصل العمل المتعلقة بالمقاومة والسياسة.
موقف محير كون كل القضايا التي اثرناها تحتاج الكتابة مرة واحدة ولكنه أمر يصعب إن لم يكن في الكتابة ففي النشر وفي غيرها من الأمور، ولكن ما يمكن التأكيد عليه أن المقاومة رغم حجم الخسائر التي اوقعها الاحتلال من شهداء وجرحى وتدمير للمنشآت المدنية ومنازل المواطنين ، إلا أتها سجلت نقاط مضيئة في سجلها وسجلت تفوق رغم اختلال الموازين في القوى بين المقاومة والاحتلال، إلا أنها أوجعت الاحتلال وأجبرته على التفكير والتراجع والقبول بالعودة الى تفاهمات الهدوء المتبادل.
في الختام ما حققته المقاومة هو تقدم وتفوق وانتصار على الاحتلال وهو رسالة لمحمود عباس وحركة فتح التي عبرت عن تضامنه مع المقاومة ضد الاحتلال ، أن نعي ما حدث وندرك كم هي جاجتنا الى شراكة سياسية من خلال وحدة موقف وبناء استراتيجية سياسية تمنكن الشعب الفلسطيني ومن تحديد كيف يمكن مواجهة التحديات بعد فشل اوسلو وتغول الاحتلال وما انجزته المقاومة من تسجيل نقاط رغم اختلال موازين القوى.