قائمة الموقع

مكتوب: المبادرة بالرد على العدوان وتكتيكاته الميدانية

2018-11-15T09:54:31+02:00
رامي ابو زبيدة
رامي ابو زبيدة

بعد العدوان الصهيوني في خانيونس، أكدت المقاومة الفلسطينية من خلال غرفة عملياتها المشتركة، على أن الاحتلال يتحمل المسؤولية وتبعات هذا الفعل العدواني وكان واضحاً أن تبعات هذا العمل سيكون له ارتدادات ميدانية والمقاومة لن تمرره بدون رد، وكان رد المقاومة باستهداف حافلةٍ صهيونيةٍ تقل عدداً من جنود الاحتلال في منطقة أحراش مفلاسيم بصاروخٍ موجهٍ من طراز "كورنيت"، ما أدى إلى إصابتها بشكلٍ مباشرٍ ومقتل وإصابة من كان بداخلها، كانت هذه العملية إيذانا ببدء عملية الرد بالقذائف الصاروخية وتم تنسيق عملية إطلاق القذائف في جميع أنحاء قطاع غزة من الشمال الى الجنوب، رد المقاومة كان له العديد من الدلالات منها :

تطور الأداء العسكري للمقاومة الآخذ في التصاعد بصورة متسارعة أربك حسابات العدو الصهيوني، وان الكفاءة القتالية والاستعداد القتالي الذي برز في استهداف الباص يوصل رسالة للعدو أننا قادرون ونستطيع فعل أكثر مما حصل .

أوضحت عملية استهداف الحافلة أن الذي تم جاء ضمن استراتيجية المقاومة في ردع العدو لمنعه من الفعل الحربي، خوفاً من استعدادات و مفاجآت المقاومة وقدراتها غير المعلومة للعدو.

يدلل ما حدث على أن المقاومة باتت تمتلك تصورًا واضحًا ودقيقًا لإدارة المعركة من خلال تحديد الهدف وما صاحب ذلك من جهد استطلاعي ودقة في الاصابة مصحوب بتصوير شامل للهدف وما حوله ومعرفة الثغرات لدى العدو وطبيعة عملها وأهدافها .

توثيق وتصوير العملية بهذا الوضوح التي تظهر تحركات العدو وقواته تُعد إبداع وتطور في الإعلام العسكري للمقاومة وأنه أحد أركان المعركة، من خلاله يتم ضرب الجبهة الداخلية للكيان في الصميم، ويظهر البطولات التي يسطرها المقاومون بالميدان وهو ما أكسب الاعلام العسكري هيبة ومصداقية عالية لدى الجماهير الفلسطينية .

أكدت هذه الجولة العسكرية أن سلاح الردع الأساسي الذي تمتلكه المقاومة لمواجهة الاحتلال هو سلاح الصواريخ، وأن المقاومة أدركت أن "إسرائيل" عاجزة عن التعامُل مع القوّة الصاروخية، وجهزت نفسها بالصواريخ والقذائف، للحد من قُدرات الجيش الإسرائيلي، لعلمها بالفجوات في تجهيز الجبهة الداخلية الإسرائيلية للحرب، أوضح الميدان أن إسرائيل عاجزة عن التعامل مع القوّة الصاروخية، وفشلت منظومة القبة الحديدية في التصدي للصواريخ حيث لم تتمكن منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية من مواجهتها، مما يؤكد عجزها عن التصدي الكامل للصواريخ والقذائف الفلسطينية .

كشفت هذه الجولة أن التهديد على الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، وغلاف غزة بات أخطر بكثير مما يتوقع الاحتلال، والسبب الأساسي لذلك ليس زيادة كميات الصواريخ وقذائف الهاون، التي يمكن أن تسقط على "إسرائيل" بل الفعالية القاتِلة لهذه النيران، نتيجة لذلك، فإن الخسائر والأضرار التي لحقت بغلاف غزة، والتي ستلحق بالجبهة الداخلية المدنية والعسكرية لـ”إسرائيل” إن تمادت قد تزيد مئات الأضعاف.

بعد هذه المواجهة ثبت أن الاحتلال يفتقد للرؤية الواضحة في التعامل مع غزة ومقاومتها، وكان إخفاقه في هذه المواجهة مركباً سواء بالجانب الاستخباري أو العملياتي، ذلك رسخ قاعدة أن غزة ليست كأي مكان في هذا العالم وغير مسموح بهم العبث بأمنها، كما أكدت هذه المواجهة أن المقاومة الفلسطينية ترتقي وتتطور، وتستوعب الدروس الماضية، لذلك عمدت إلى تغيير تكتيكاتها في المواجهة، مما أدى إلى تراكم نجاحات المقاومة واكتسابها الخبرة والإمكانات، وتغيير قواعد المواجهة مع العدو.

 

اخبار ذات صلة