دمرت الطائرات " الإسرائيلية" مقر فضائية الأقصى بمدينة غزة مساء الإثنين الماضي كاملا، بعد أن ردت المقاومة الفلسطينية على جريمة اغتيال 7 من عناصرها شرق مدينة خانيونس نتيجة مواجهتهم وافشالهم لعملية قامت بها وحدة خاصة تابعة لجيش الاحتلال تسللت داخل المنطقة لمسافة 3 كيلو متر.
وقد استطاع طاقم الأقصى أن يعيد البث لشاشات الأقصى بعد ساعتين من تدمير مقرها بالكامل مبتدئا الإرسال ببث حصري لعملية استهداف غرفة الفصائل المشتركة الباص "الإسرائيلي" بصاروخ "الكورنيت" الموجه، لتثبت أن رسالتها مستمرة مهما بلغت التضحيات.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يطلق طاقم "قناة الأقصى" رسائله الإعلامية من فوق ركام الفضائية إذ سبق وتعرضت مقراتها للقصف ثلاث مرات في حرب عام 2008 و2014، غير أن الاستهداف الأخير كان الأكثر تضرراً بعد دمرت صواريخ الحقد "الإسرائيلية" المبنى والمعدات بالكامل.
وقد شكلت هذه المحنة نموذجا للوحدة الإعلامية وذلك حينما عرضت بعض من المؤسسات الإعلامية الفلسطينية في القطاع مقراتها تحت تصرف طاقم الفضائية ما كان لهذا التضامن آثره الإيجابي البالغ على طاقم العاملين فيها.
ويقول إبراهيم ظاهر مدير قناة الأقصى الفضائية "كانت الخسارة كبيرة على مستوى المعدات والمقر بعد أن تعمد الاحتلال بجعل فترة الإخلاء قصيرة لا نستطيع خلالها سحب أي من الأجهزة، إلا أنها كانت مكسباً بعد التضامن الواسع من معظم وسائل الإعلام الذي نزل غيثاً وسلاماً علينا رغم المصاب الجلل".
ويضيف ظاهر في حديثه مع "الرسالة"، "بات لدى طاقمنا خبرة واسعة في التعامل مع هذه الظروف الصعبة، حتى تبقى الرسالة والصوت حاضراً أمام العالم، واستطعنا إعادة البث بعد وقتٍ قصير من الدمار الذي أجهز على كامل المقر من مباني ومعدات التي يصعب توفيرها في ظل الحصار "الإسرائيلي" الخانق على قطاع غزة".
ولم يستغرب ظاهر من تدمير الاحتلال مقر الفضائية بالكامل ويقول "ليس غريباً على الاحتلال الذي يقتل الأطفال والأبرياء والسلميين ولقيام بمثل هذه الحماقات ضد وسائل الاعلام الفلسطينية خاصة التي تنبض بروح المقاومة، إذ بتنا نتوقع منه أي حماقة وأي جريمة مهما بلغ حجمها".
ويؤكد ظاهر أن رسائل قناة الأقصى الفضائية التي تنقل نبض الشارع الفلسطيني، وتكشف جرائمه بحق الفلسطينيين أمام العالم، تخلق ازعاجاً مستمراً في رأس الاحتلال الذي اتخذ قراره الإجرامي بنيل من الفضائية بتدمير مقرها بالكامل، ظاناً انه يستطيع وئد صوتها.
وشدد على أن الدمار لن يثني الأقصى عن رسالتها " التي لم تتأثر منذ لحظة الاستهداف، والتي لا تزال مستمرة وتبث لجميع أحرار العالم، مضيفا: ستبقى رسالتنا حاضرة وبقوة، وسنعمل قدر المستطاع على بناء ما دمره الاحتلال، لتكون جودة الرسالة ووضوحها كسابقتها قبل القصف"
وأثنى ظاهر على التضامن العربي الواسع خاصة من المغرب العربي ومن الجاليات في أوروبا، مثمناً وقوفهم واستنكارهم الجريمة "الإسرائيلية"، مطلقاً لهم وعداً بأن تبقى الأقصى على عهدها بالتعبير عن طموحاتهم وإيصال الرسائل تفضح جرائم الاحتلال.
وثمن ظاهر في نهاية حديثه، الاستنكار الواسع للمؤسسات الحقوقية والصحافية الدولية لجريمة الاحتلال، وطالبها بملاحقة الاحتلال "الإسرائيلي" في كل زاوية حتى تدفيعه ثمن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني".
بدوره أدان منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، تدمير الاحتلال مقر فضائية الأقصى واعتبرها جريمة "إسرائيلية" وهمجية ضد الصحافة الفلسطينية، وقال محمد أبو قمر أمين سر منتدى الإعلاميين، "إن ذلك يعد انتهاكا صارخا لكل المواثيق والأعراف الدولية التي كفلت حرية الرأي والتعبير".
وأكد أبو قمر في حديثه مع "الرسالة"، أن تدمير الفضائية لن يوقف صوت الحقيقة ولن يحجب الصورة، وسيواجه الصحفيين الفلسطينيين ذلك باستكمالهم المسيرة، مبيناً أن القصف الأخير وليس الأول لفضائية الأقصى سيضاف إلى جرائم الاحتلال "الإسرائيلي المستمرة بحق الاعلام الفلسطيني.
من جانبه أدان الاتحاد الدولي للصحفيين، هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على مقر قناة الأقصى ودعا في بيان له الاحتلال إلى وقف العنف ضد جميع وسائل الإعلام الفلسطينية.
وأعرب عن تضامن الاتحاد الدولي مع كل الصحفيين الفلسطينيين الذين يعملون يوميا في ظروف خطرة يواجهون خلالها مخاطر حقيقية في سبيل تغطية الصراع في المنطقة.