مكتوب: الذهب الأصفر يمنح الأسواق لمعانا خاصا بفصل الشتاء

ارشيفية
ارشيفية

غزة-محمد شاهين

يقضي البائع محمد صلاح وقتاً طويلاً خلال ساعات الصباح بترتيب الحمضيات التي تكتسي واجهة بسطته بجميع أصنافها، كون منظرها الذي يغلب عليه اللون الأصفر، يضفي السعادة عليه وعلى زبائنه خاصة كبار السن، إذ يحرصوا على شرائها بكميات وفيرة.

مع اقتراب فصل الشتاء، بدأت الحمضيات تزين واجهات دكاكين الفاكهة والخضروات في الأسواق الغزية، لتعطي منظراً خلاباً بعد ترتيبها بصورةٍ جمالية لتجذب أكبر عدد من الزبائن، إذ تتمتع بشعبية واسعة بين الفلسطينيين.

وكون قطاع غزة جزءًا من فلسطين المحتلة، التي أتقن الأجداد زراعة الحمضيات بأراضيها المحتلة حتى اشتهرت فيها، لايزال الغزيون يحافظون على بقائها ويجددون غرس أشجارها والاحتفاظ بما تبقى بعد نيل الاحتلال خلال حروبه الثلاث من مساحات واسعة من الحمضيات.

وبلغب نسبة الأراضي التي تزينها أشجار الحمضيات بغزة، (20.500 دونم) منها مثمر (13500 دونم) و(7000 دونم) زراعات حديثة، تنتج (13.500 طن) من الليمون، و(10600طن) من البرتقال بأصنافه الثلاث "الفالنسيا والشموطي وأبو سرة"، أما الأصناف سهلة التقشير فينتج منها (11000 طن) -حسب وزارة الزراعة.

تضفي الفرح

في حديث البائع صلاح مع "الرسالة"، يبين أن موسم الحمضيات الذي يبدأ مع بدء الشتاء، يعتبر من أهم المواسم التي ينتظرها طوال العام ليحسن من ظروفه المادية بعد الإتجار بها وبيعها للمواطنين بأسعار يحرص أن تكون مناسبة لهم حتى لا يفقدوا الثقة به.

ويذهب صلاح بنفسه إلى بيارات (الفواكه) المزروعة على أطراف مدينة غزة، ليجني الثمار المميزة ويجلبها لبسطته حتى يجذب أكبر عدد من الزبائن، ويقول "حرصي دائماً يكون على استثمار موسم الحمضيات بأفضل صورة حتى أحقق أعلى نسبة مبيعات ما ينعش وضعي الاقتصادي، ويفيد زبائني الدائمين".

وتتراوح الأسعار التي يضعها التاجر، بين 2.5 إلى 3 شواكل لكيلو البرتقال (أبو سرة)، أما الكلمنتينا ذات الحجم الكبير فقد تصل إلى 4 شواكل الكيلو الواحد، وتنخفض الأسعار كلما صغر الحجم، وكلما اقتربت ذروة الموسم.

مع الشمس نكهة خاصة

التقت "الرسالة" (أم روحي 62 عاماً)، أثناء شرائها البرتقال من التاجر أبو أحمد، وقالت إنها "تبقي البرتقال طيلة أيام الموسم في منزلها، إذ يلاقي قبولاً واسعاً بين أبنائها وأحفادها الذين يحرصون على تناوله لطيب مذاقه وفوائده الصحية المتعددة".

وتبين المنحدرة من قرية يافا، أنها تعيد مع أحفادها الصغار أيام جدتها قبل ما يزيد عن الـ 50 عاماً، إذ كانت تجمع جميع أطفال العائلة خلال أيام الشتاء تحت أشعة الشمس لتقشر لهم البرتقال وتطعمهم قطع بالتساوي، إذ اعتبرت هذه العادة من التقاليد التي يجب الاحتفاظ بها بين الفلسطينيين الذين اعتبروا شجر الحمضيات رمزاً لبلادهم المحتلة.

وتعطي أم روحي لمن أراد شراء الحمضيات نصائح، أهمها اختيار الثمر ذوو القطف الجديد بعد النظر إلى أعلى القشرة، كما أن اللون الأصفر الغامق الأقرب للأحمر أفضل من صاحب اللون الفاتح، وأخيراً الملمس، إذ يعتبر مذاق البرتقال خشن ومتعرج الملمس أفضل من الذي ملمسه ناعم ورقيق.

***فوائد غنية

ويثني الطبيب محمد النجار على تناول الحمضيات، لاحتوائها على نسبةٍ عالية من الفيتامينات، والألياف، والزيوت المهمة لصحة الإنسان، إذ تقي الإصابة من مرض السرطان، ويمنع تكوّن الحصوات في الكلى والمرارة الصفراوية، ويخفّض نسبة الكولسترول في الدم، ويعزز صحة القلب والأوعية الدموية، ويزيد قوة جهاز المناعة، ويخفض ضغط الدم، ويقوي نمو الدماغ ويقوي الحيوانات المنوية، ويقي المعدة من أمراض القرحة.

وينصح النجار، في حديثه مع "الرسالة"، بتناول الحمضيات خلال موسم الشتاء بصورة يومية، مبينا أن عصيرها أيضاً غني بذات الفوائد، مع الحرص على تقليل نسبة السكر الصناعي بتحضيره قدر الإمكان.

 

 

البث المباشر