خلال 27 دقيقة تحدث يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة في حفل تأبين شهداء المنطقة الشرقية بخانيونس الذين ارتقوا إثر اعتراضهم قوة خاصة دخلت الى القطاع.
اللافت في كلمة السنوار كانت الرسائل التي نقلها من محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام، وحملت في طياتها نيران تتجاوز الحدود.
الضيف قليل الحديث، يحافظ على سريته، لا تصدر تصريحاته الا بأوقات محدودة جدا، وتكون مقتضبة، لذا تعد رسائله التي بدأت بسلامه لأهل الشرقية وشهدائها مهمة جدا ويكمن تفسيرها بأنها:
1- تخصيص التحية لخانيونس يأتي لأنها النواة الأولى في كشف القوة الاسرائيلية الخاصة وملاحقتها، وكانت أساس ما بني عليها من انتصار للمقاومة وتثبيت لقوة الردع لصالح غزة.
2- الجولة الأخيرة الأعنف والرسالة الأقوى منذ أن وضعت حرب 2014 أوزارها، لاسيما أنها جاءت بعدما تجرأ الاحتلال على "دخول غزة" فكان لابد من رسالة للضيف يجمل فيها ما حققه من تعظيم قوة المقاومة خلال السنوات الماضية وتطوير قدراتها الصاروخية والدفاعية، وكللت ذلك بتشكيل غرفة العمليات المشتركة التي ضبطت إيقاع الميدان.
3- أثبتت جولة التصعيد الأخيرة للاحتلال واللاعبين في المنطقة أن غزة رقم صعب من خلال قوة النيران التي صدّرتها لمستوطنات الغلاف وعسقلان، ودفعت الاحتلال لإعادة حساباته ووقْف غاراته على غزة لذا كانت رسالة الضيف "اقتربنا أكثر من تحقيق وعد الآخرة، وعلى موعد قريب بتحقيقه، وتطهير مقدساتنا.
4- الرسالة الأبرز التي نقلها السنوار عن الضيف كانت "لو زادوا لزدنا، ولوسعنا الدائرة" ربما أراد من خلالها أن تصل لكل الدوائر السياسية والعسكرية الاسرائيلية، بضرورة أن توقف مراهقة بعض أعضاء "الكابينيت" في ملاحقة غزة وتوسيع دائرة النار.
5- حديث الضيف وما يصدر عنه محل ثقة لدى دوائر صنع القرار الاسرائيلي، حيث صاحبت جميع تصريحاته السابقة الصادرة عنه دلائل على الأرض، لذا يخشون من تنفيذ ما ورد في رسالته عندما طلب من السنوار أن يترك رشقة الصواريخ التي ستطلق على أبيب تتحدث عن نفسها"