الرسالة نت- ياسمين ساق الله
توقع مختصون بالشأن السياسي الفلسطيني بفشل المفاوضات المباشرة المزمع انطلاقها بين سلطة فتح في رام الله والكيان الصهيوني في الثاني من أيلول/سبتمبر المقبل، منوهين في الوقت ذاته إلى أن عباس وطاقمه المفاوض سيعودان من المفاوضات بخفي حُنيين ولن يحرزا أي تقدم حقيقي سواء على صعيد المستوي السياسي الفلسطيني أو الشعب والقضية .
وأكدوا المختصون في أحاديث منفصلة "للرسالة" أن موافقة عباس على العودة للمفاوضات مع (إسرائيل) يمثل غطاء سياسيا للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لممارسة جرائمه ضد الشعب الفلسطيني بحرية.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والاتحاد الأوروبي أعلنا الجمعة الماضية أن الفلسطينيين والإسرائيليين تلقوا دعوة لاستئناف المفاوضات المباشرة بينهما في الثاني من أيلول(سبتمبر) المقبل في واشنطن، "أملا في التوصل إلى اتفاق سلام شامل في غضون عام".
في حين أعلنت اللجنة التنفيذية "لمنظمة التحرير" موافقتها على استئناف المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع النهائي، وعلى حضور الاجتماع الذي دعت إليه كلينتون في مطلع أيلول سبتمبر القادم .
مفاوضات فاشلة
المحلل السياسي خليل شاهين قال :" عودة عباس للمفاوضات جاءت في ظل رفض وطني وفلسطيني لها، مشيراً إلى ان استمرار فتح في التفرد بالقرار الوطني سيؤدي لمزيد من الانقسامات الداخلية".
في حين أكد المحلل السياسي نعيم بارود أن عباس عاد للمفاوضات بالإكراه , قائلا:" أمريكيا أجبرته على العودة إليها وقد وافق الرجوع لبيت الطاعة الأمريكية الإسرائيلية" .
وأضاف: تصاعد الضغوط الخارجية الأمريكية والأوربية والإسرائيلية على المفاوض الفلسطيني سيكون العنوان الأبرز للمرحلة المقبلة , متابعا" هناك أكثر من سيناريو جميعها تحمل مخاطر للشعب الفلسطيني وقضيته , أخطرها يتمثل بزيادة الضغط على عباس وفريقه للموافقة على ما تطرحه حكومة نتنياهو الذي لم يصل لأكثر من دولة ضمن حدود مؤقتة على مساحة لا تقل عن نصف مساحة الضفة دون القدس الأغوار ".
وكانت قد تلقت الصحافة الإسرائيلية بفتور إعلان استئناف المفاوضات بين "إسرائيل" والفلسطينيين قريبا, مشيرة إلى انه ليس بالأمر الجديد, حيث قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" إن المفاوضات المباشرة بدأت في 1993 في أوسلو وواشنطن واستمرت في كامب ديفيد لعام 2000وفي طابا بمصر في 2001 وانابوليس (الولايات المتحدة) في تشرين الثاني(نوفمبر) 2007 من دون أن تفضي إلى نتيجة حتى الآن.
ومضي بارود يقول:" عباس عائد للمفاوضات وهو يعلم جيدا بأنها عبثية ولن تجدي وتحقق نفعا للفلسطينيين مما يدلل على تورطه.
وعلى مدى عدة أشهر، توسط المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل في محادثات غير مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين, فيما كان يحث كلا الطرفين على الدخول في مناقشات وجها لوجه .
استغلال
وحول السيناريوهات المتوقعة في المرحلة المقبلة، توقع شاهين، أن توفر المفاوضات عنصري الوقت والغطاء السياسي للكيان الصهيوني للاستمرار فى التوغل الاستيطاني بالضفة المحتلة وتهويد القدس والمسجد الأقصى وفرض مزيد من الوقائع على الأرض.
أما بارود فأكد أن نتنياهو استغل موافقة عباس على المفاوضات المباشرة لتعزيز مواقف حكومته وشعبه أمام الرأي العام , مؤكدا أن عباس الخاسر الوحيد نتيجة موافقته على الدخول بمفاوضات مع الاحتلال .
وأضاف: عباس خذل شعبه ووطنه، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني يريد مفاوضات إذا توقف الاستيطان وتحققت رغباته التي تضمن عودة حقوقه وثوابته وتوقف نهب الأراضي وتهويد المقدسات.
وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن اجتماعا كبيرا سيعقد في واشنطن يجمع " الرئيس الأميركي باراك أوباما والملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك و عباس ونتنياهو ومبعوث الرباعية الدولية توني بلير، لبحث أخر اللمسات بهدف الإعلان عن بدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.