قائمة الموقع

مكتوب: حكومة نتنياهو تسير على الحافة ومهددة بالسقوط

2018-11-22T06:58:24+02:00
نتنياهو
غزة- محمد عطا الله

لا شك أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح في حماية حكومته من الغرق بعد أن أقنع قطبي حزب "البيت اليهودي" بتقديم طوق النجاة له والتراجع عن استقالتهما التي كانت تهدد بإسقاط الحكومة والذهاب لانتخابات مبكرة.

ويمكن القول إن نتنياهو استطاع بمناورة سياسية واستعطاف رئيس البيت اليهودي نفتالي بينب وموشيه كحلون وأيليت شاكيد من التراجع عن الاستقالة، وهو الأمر الذي كان سيوفر للمعارضة الغالبية التي تسمح لها بحل "الكنيست" وإسقاط الحكومة.

وحاول نتنياهو من خلال خطاب تعاطفي قدمه وعرض فيه سيرته العسكرية واستجداهم للحفاظ على استقرار الحكومة في ظل ما يدعي انه وقت أمني حساس، وإمكانية أن يخسر اليمين السلطة، كما حصل في عامي 1992 و1999.

ما سبق يتطلب من رئيس حكومة الاحتلال السير بحذر، خاصة أنه بات أقرب للرجل الذي يسير على الحبل وسط عواصف يمكن لها أن تدفع أي عضو من أعضاء ائتلافه إلى ابتزازه عبر تقديم استقالته، وهو ما سيهوي بالحكومة، لا سيما وأنها باتت تعتمد على 61 عضو "كنيست" من أصل 120، بعد تقديم وزير الحرب أفيغدو ليبرمان استقالته وانتقاله للمعارضة.

وكان الوزيران نفتالي بينت وأيليت شاكيد، أعلنا في بيان سياسي، التراجع عن تلويحهما بالاستقالة وانسحاب حزبهما من الائتلاف الحكومي، على الرغم من توجيههما انتقادات لاذعة لنتنياهو الذي نصّب نفسه وزيرا للدفاع إلى جانب حمله لحقيبة الخارجية.

وأعلن بينت أن كثيرا من "قادة الرأي وأصدقائه في اليمين الإسرائيلي نصحوه بعدم الانسحاب من الحكومة"، على الرغم من الخلافات المحتدمة بينه وبين نتنياهو حول حقيبة وزارة (الدفاع) التي تولاها الأخير بعد استقالة ليبرمان، ليصبح نتنياهو وزيرا للدفاع والخارجية، إلى جانب رئاسته للحكومة.

**********حكومة هشة

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. وليد المدلل أن نتنياهو تمكن من احراج "البيت اليهودي" بتحميله مسؤولية انهيار الحكومة، وأن استقالتهم ستدمر اليمين وقد يأتي باليسار، مشيرا إلى أن بينت لم يجد أمامه سوى أن يبقى في الحكومة ويحافظ عليها كي لا يتهم كليبرمان أنه "قفز من العربة بينما هي تحترق".

ويوضح المدلل في حديثه لـ" الرسالة" أن خروج بينيت من الحكومة كان سيعرضه لنفس مصير ليبرمان ويقدم كأنه شخص متهور وغير قادر على قراءة المصلحة الإسرائيلية العليا ويُؤثر مصلحته الشخصية عليها وبالتالي هذا شكل له دافعا للبقاء في الحكومة.

ويعتبر أن حكومة نتنياهو لا تزال تسير على حافة الهاوية فأعضاؤها في الكنيست 61 فقط من أصل 120 وهو ما يجعلها معرضة لأي تقلبات قد تسقطها.

ويشير إلى أن الحفاظ على بقاء الحكومة يتطلب من نتنياهو توسيع الاتلاف الحكومي قدر الإمكان وهو أصلا لا يستطيع ذلك كون أن الآخرين يعتبرون أن الانضمام للائتلاف يدعم الحكومة اليمينية وهي غير مقبولة لديهم.

ويستبعد المدلل أن يقدم أي شخص حبل النجاة لنتنياهو في حال نشوب أي خلاف مقبل، متوقعا أن تفقد الحكومة الأغلبية في أي وقت ويذهبوا لانتخابات مبكرة.

ويتوقع المختص المدلل أن يذهب نتنياهو للانتخابات لكن وفق التوقيت الذي يرغب فيه، وليس الذي يفرضه عليه ليبرمان، منوها إلى أن نتنياهو يميل إلى الوقت الذي ينسى فيه الجميع ما حدث في قطاع غزة.

**********طوق نجاة

ويتفق الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. صالح النعامي مع سابقه، مبينا أن عدول وزراء البيت اليهودي عن الاستقالة من حكومة نتنياهو نسف كل الحسابات، فهذا يعني أن حكومة نتنياهو قد تبقى عاما إضافيا.

ويؤكد النعامي على صفحته بفيسبوك أن نتنياهو، كرئيس للحكومة ووزير للحرب، يمكن أن يدير سياسته تجاه كل الملفات بمعزل عن بعبع الانتخابات المبكرة، وهذا سيمنحه هامش مناورة أكبر في التعاطي مع قضية غزة.

ويلفت إلى أن تأجيل الانتخابات قد يسمح بتبريد غضب الجمهور الإسرائيلي من نتائج الجولة الأخيرة مع المقاومة في حال تمت المحافظة على الهدوء من جانب غزة، لكنه في المقابل يحسن من قدرة نتنياهو على شن عمل عسكري على القطاع، دون الخوف من تداعيات ذلك على نتائج الانتخابات.

وفي نهاية المطاف يمكن القول إن الأيام المقبلة كفيلة بكشف مدى صمود حكومة نتنياهو في وجه التحديات القادمة والتي قد تهوي بها، ما لم يدع نتنياهو بنفسه إلى انتخابات مبكرة.

اخبار ذات صلة