قائمة الموقع

مكتوب: دروز" يتصدرون "المهمات القذرة" في جيش الاحتلال

2018-11-22T15:43:53+02:00
ارشيفية
غزة- محمود فودة

مجددا تفضح غزة مشاركة دروز في (إسرائيل) في مهمات قذرة ينفذها الاحتلال على حدود قطاع غزة، والتي كان آخرها العملية التي قتل فيها الضابط محمود خير الدين قائد القوة الخاصة المتسللة إل شرق مدينة خانيونس، بالإضافة إلى إصابة ضابط درزي آخر، ليفتح الباب مجددا عن مشاركة الدروز في هذه المهمات، خصوصا في جبهتي غزة ولبنان.

وكان جيش الاحتلال قد قال إن الضابط الذي قُتل في عمليّة خاصّة شرق خانيونس الأسبوع الماضي يحمل رتبة "مقدّم"، واكتفى بالإشارة لاسمه بحرف "M".

التفاصيل التي تسربت عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية تفيد بأنّ قائد الوحدة القتيل، درزي من قرية حرفيش بالجليل، واسمه الأول "محمود"، وسيتم رفع رتبته بعد مقتله، إلى عقيد، وبحسب القناة العاشرة، فإنّ الجيش الإسرائيلي يمنع نشر اسم ومكان سكن الضابط القتيل في قطاع غزة، لحساسيّة المنصب الذي يشغله.

وعند ذكر عمليات المقاومة الفلسطينية في الوسط الدرزي، يظهر اسم غسان عليان القائد الكبير في لواء غولاني الإسرائيلي الذي أصيب بجروح خطيرة خلال تصدي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس لتوغل الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بالإضافة إلى عشرات الجنود الذين وقعوا بين قتيل وجريح برصاص المقاومة على حدود غزة على مدار العقدين الماضيين.

ويتمركز أغلب دروز الأراضي المحتلة في الشمال، ويشكلون نسبة 8% من مجمل السكان العرب في (إسرائيل)، ووصلت أعدادهم في سنة 2012 إلى حوالي 130،600 نسمة أي 1.7% من السكان هناك، مع إضافة دروز هضبة الجولان، وهم من المقيمين الدائمين بموجب قانون مرتفعات الجولان. وقد رفضت الأغلبية الساحقة منهم الجنسية الإسرائيلية الكاملة، واختاروا الاحتفاظ بجنسيتهم وهويتهم السورية.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد فصلت الدروز عن المجتمع والدين الإسلامي مبكرا، وقاموا بتعريفهم كجماعة عرقية متميزة ومختلفة، لها مدارسها الخاصة المختلفة عن نظيراتها العبرية والعربية.

ويتضامن الكثير من الدروز مع روح الفكر الصهيوني وينأون بأنفسهم عن القضايا العربية الإسلامية في الأراضي المحتلة، فيما تم تجنيد الذكور الدروز بشكل إجباري في الجيش الإسرائيلي، وقد وصل بعضهم إلى مناصب قيادية مهمة في الجيش الإسرائيلي.

وعكس المواطنين العرب داخل الأراضي المحتلة، فالدروز أقل تأكيدا على هويتهم العربية وأكثر تأكيدا على هويتهم الإسرائيلية، وأقلية منهم يعرفون أنفسهم على أنهم فلسطينيون.

وينقسم الدروز بشأن الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، فبينما يشكو البعض من أنهم لا يتلقون الدعم الذي يستحقونه بعد الخدمة، تفيد معطيات متنوعة بانخفاض نسبة تجنيد الشباب الدروز بالجيش (الإسرائيلي، وبتراجع كبير في ثقتهم بها وفي مؤسساتها، في حين يفيد ناشطون دروز أن العنصرية الإسرائيلية أسهمت في ذلك.

ويعود السبب في اختيارهم في المهمات القذرة، إلى اتقانهم اللغة العربية، بالإضافة إلى معرفتهم بعادات وتقاليد الفلسطينيين، ويستطيعون الغوص عميقاً في نفسية وذهنية الإنسان العربي، ليتعرفوا على كوامنه وباطنه.

بالإضافة إلى أنهم يتمتعون بجرأة وجسارة كبيرة تميزهم عن غيرهم من العسكريين اليهود، الأمر الذي يؤهلهم للمبادرة في اقتحام المناطق، والمباشرة في تنفيذ المهام الخطرة، والاستعداد للقيام بأعمال تجسسية وأخرى للمراقبة والمتابعة وجمع المعلومات.

وفي التعقيب على ذلك، قال المختص في الشؤون (الإسرائيلية) أحمد رفيق عوض إن الصفات التي يتمتع بها أبناء الطائفة الدرزية من حيث تشابههم مع الفلسطينيين في الشكل واللغة والصفات، تدفع الاحتلال لاستغلالهم من خلال التجنيد في الجيش، وتنفيذ مهام خاصة.

ويتابع: وضعهم يمكنهم من الخدمة في المناطق التي تكون على تماس مع الفلسطينيين في الضفة والقدس على حد سواء، وهذا ما ظهر جليا على مدار العقدين الأخيرين، برغم أن تجنيد الدروز يعود لخمسينيات القرن الماضي.

وأضاف عوض في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن البنية الجسدية للدروز تمنحهم القدرة على تنفيذ مهام عسكرية واستخباراتية مختلفة داخل الأراضي الفلسطينية وحتى في الدول المحيطة، لإمكانية تخفيهم بين العرب بصورة مذهلة بخلاف العسكريين الإسرائيليين.

وأشار إلى أن للدروز إنجازات غاية في الأهمية لصالح الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات الصراع العربي الفلسطيني، بينما نبّه بضرورة عدم الجمع في الطائفة الدرزية، إذ منهم تيارات واسعة ترفض التجنيد في صفوف جيش الاحتلال.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00