قائمة الموقع

مكتوب: لا تزال المعركة مستمرة

2018-11-26T06:19:39+02:00
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

عندما أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام بعد عملية خانيونس أن المعركة مستمرة ظن بعضهم أن ذيول المجموعة الارهابية الصهيونية لا تزال آثارها موجودة في مدينة خانيونس، وأن هناك من لا يزال متواجدا في قطاع غزة وزاد الشك بعد نشر صور أعضاء الفرقة الصهيونية وهناك من تساءل لماذا هذا النشر إذا كانت العملية انتهت بعد هروب اعضاء المجموعة وسط حماية جوية غريبة وشديدة؟

نشر الصور بهذه السرعة والدقة هو عمل أمني مخابراتي دقيق وهو دليل واضح على أن المعركة مع الاحتلال مستمرة ولن تنتهي وأن صراع الأدمغة بين كتائب القسام والاحتلال لم تتوقف بهروب مجموعة المخابرات الصهيونية ونشر الصور يهدف إلى أمرين.

الأول: موجه للمواطن الفلسطيني لكي يكون يقظا حذرا والتعرف على وجوه هذه المجموعة والتعرف على شاهدها أي مواطن ومكان تواجدها كون أن المهمة التي من أجلها دخلت هذه الفرقة ذات ابعاد متعددة على رأسها زرع اجهزة تنصت على المقاومة وهناك حديث غير مؤكد من مصادره أن القسام بحوزته هذه الاجهزة ومعلومات أخرى سيتم الكشف عنها لاحقا.

الثاني: إدراك الاحتلال أن الصراع المتطور بين المقاومة والاحتلال يتخذ اشكالا متعددة ومتطورة وخاصة لدى المقاومة، وهذا الكشف بهذه السرعة والدقة وهي المرة الأولى التي تكشف فيها عملية للاحتلال مخابراتية هنا في قطاع غزة وهذا في عالم المخابرات خطير خاصة لو كان التعامل مع قطاع غزة المحاصر والذي لا يملك من التقنيات ما يمكنه من سرعة الكشف وهذا ما ثبت عكسهن الأمر الذي اربك الاحتلال وافشل هذه الفرقة وفضحها خاصة أن هذه المجموعة نفذّت أعمال تجسس في كثير من البلدان العربية وكشف صور هذه المجموعة المهنية والمتخصصة يجعل مهامها بعد هذا الكشف صعبة وربما تصبح مستحيلة.

نشر الصور يؤكد قدرة المقاومة على ملاحقة خيوط الجريمة ويكشف للمجتمع الصهيوني أنه ليس الوحيد والقادر على تنفيذ كل مهامه الاستخباراتية عالية الدقة والحساسية والخروج من المكان دون كشف او ملاحقة وحتى الامر قد يصل إلى نكران الفعل لفترة طويلة قد تستمر لسنوات رغم أن المؤشرات كلها تدلل على أن الاحتلال من يقف خلفها ولكن دون دليل عملي يثبت الادعاء.

هذا الارباك لم يصب الأجهزة الأمنية بل اصاب المجمع الصهيوني أن العمل في ساحة قطاع غزة مختلف وله تداعيات خطيرة على قدرة الامن الصهيوني في الاختراق وأن هذا الكشف السريع للجريمة ولمن شارك فيها يؤكد أن ساحة غزة مختلفة عن كل الساحات ويزيد أيضا من اليقظة والحذر، لذلك أوصل هذا الكشف أن الاحتلال لم يعد قادرا على تنفيذ مهامه بسهولة ضد المقاومة، وأن الاستفراد الامني الصهيوني لم يعد حكرا على الاحتلال، وأن للمقاومة باتت لديها القدرة على مواجهة ما يخطط له الاحتلال في ادق التفاصيل الأمنية والاستخباراتية.

ما سيكشف عنه القسام في قادم الايام سيضع الاحتلال في حيص بيص وسيصيب المجتمع الصهيوني بالإحباط وفقد الثقة بأجهزته الأمنية رويدا رويدا ما يشكل خطرا على مجتمع كان يعتقد أنه الوحيد والقادر على تنفيذ مهامه الأمنية في أي مكان وبدون خسائر ويعود مرة تلو المرة لتنفيذ مهامه في ساحات عربية وغربية دون أن يكشف.

نعم المعركة لا تزال مستمرة والتفوق الصهيوني بات يتراجع وأن المقاومة الفلسطينية وحركة حماس لديها ما يمكن أن تتحدث عنه عمليا بعيدا عن الشعارات الدعائية، وهي في هذا تعمل بصمت، وتترك للأعمال تتحدث عن القدرات والامكانيات لأن هناك رجالا أصحاب إرادة قوية وتصميم لا يلين وإيمان ان النصر حليفهم.

اخبار ذات صلة