رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" استشهاد صحفيين اثنين وإصابة 46 صحافيًا آخرين برصاص حي ومتفجر، أثناء تغطية فعاليات مسيرات العودة منذ انطلاقتها قبل حوالي ثمانية شهور، على طول السياج الفاصل شرق قطاع غزة، للمطالبة بحق العودة واحتجاجًا على استمرار الحصار على القطاع.
وأصدر المركز اليوم الأربعاء، تقريرًا حول اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحافيين خلال تغطيتهم فعاليات المسيرات، مؤكدًا أن استهداف الصحافيين ما زال مستمرًا من قبل الاحتلال.
وبين التقرير أن "الاحتلال تبنى في سياسته إبعاد وسائل الإعلام والصحافيين من أماكن الحدث ومنعهم من نقل صورة ما يجري بشتى الطرق، بما في ذلك القتل"، مدللا على ذلك بتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي "افيغدور ليبرمان" تعقيبًا على استهداف الاحتلال للصحفي ياسر مرتجى وما ينطوي عليه من دعوة صريحة لاستهداف الصحافيين بالقتل، حيث قال "ليبرمان": "سواء كان مصورًا أو ليس مصورًا، من يقوم بتفعيل مروحية (طائرة صغيرة للتصوير)، فوق جنود الجيش الإسرائيلي يجب أن يعرف بأنه يخاطر بحياته"، علمًا أن مرتجى كان يتواجد على مسافة نحو 300 متر من السياج الفاصل الذي ينتشر الجنود خلفه.
ووثق التقرير، استشهاد الصحافيين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسن برصاص متفجر أطلقه عليهما جنود الاحتلال في حادثين منفصلين أثناء تغطيتهما احداث مسيرة العودة خلال شهر نيسان الماضي.
وأوضح أنه أصيب ما مجموعه 46 صحافيًا بالرصاص الحي والمتفجر، ما تسبب للعديد منهم بإصابات خطيرة وأبعدهم لفترات متباينة عن تغطية الاحداث أو العمل الصحفي، علمًا أنهم جميعها كانوا يرتدون ما يميزهم كصحافيين، ومعظمهم أصيبوا بينما كانوا يتواجدون على مسافات بعيدة عن السياج الفاصل تتراوح ما بين 300-350 مترًا في معظم الحالات.
ورصد التقرير إصابة ما مجموعه 25 صحافيًا بقنابل غاز أطلقت على أجسادهم بصورة مباشرة ما تسبب لبعضهم بإصابات خطيرة، عده التقرير دليلًا إضافيًا على عمليات الاستهداف المتعمدة من قبل الاحتلال، لافتًا إلى تاريخ ممتد من عمليات القمع والاستهداف للحريات الإعلامية في فلسطين كان أشدها جسامة استهداف الاحتلال الاسرائيلي 17 صحافيًا شهيدًا خلال أقل من شهرين أثناء العدوان على قطاع غزة عام 2014.
وطالب "مدى" تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الحريات الإعلامية في فلسطين، وفي مقدمتها جريمتا قتل الصحافيين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين وجميع جرائم الاحتلال الأخرى ضد الصحافيين.
وأرجع اتساع نطاق جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحافيين ووسائل الاعلام، وتصاعدها المستمر كمًا ونوعًا، هو نتاج لإفلات جنود وضباط الاحتلال الاسرائيلي وقادتهم من العقاب على ما سبق وتم اقترافه من جرائم خلال السنوات الماضية.