تواصل الحديث الإسرائيلي بشأن مستقبل الوضع في قطاع غزة، ودعوات لإيجاد حلول إنسانية للوضع المتعثر هناك، وسط استمرار التدريبات العسكرية استعدادا لمواجهة قد تنشب مع حماس.
الجنرال دان حالوتس رئيس هيئة أركان الجيش الأسبق خلال حرب لبنان الثانية 2006 قال لصحيفة معاريف، إن "السياسة الإسرائيلية في غزة غير ناجحة، ويجب إزالة الحصار المفروض على القطاع، وبالنسبة لتأجيل تنفيذ عملية عسكرية واسعة في غزة عقب التصعيد الأخير فقد يكون مرتبطا بتطورات صفقة القرن، أو ترتيبات لتهدئة واسعة المدى، بإشراك دول الخليج التي قد تسفر عن تغييرات أمنية كبيرة".
وأضاف في المقابلة أنه "من الواضح أننا في الشهور الثمانية الأخيرة تعاملنا مع الوضع في غزة باستهتار واضح، وبتنا في النهاية أسرى لنوايا حماس، ودفعنا الثمن على ذلك، ولم نحصل على المقابل، فقدنا ردعنا أمام حماس، ونحن مطالبون باستعادته، يجب علينا أن نضرب في المكان الذي توجد فيه إمكانية للضرب، ولكن ليس دون سبب".
وأوضح أن "القوة ليست حلا لكل مشاكل غزة، وإنما من أجل إيجاد وضع جديد، وخدمة لهدف سياسي، وأنا أرى أن إسرائيل ذاهبة باتجاه ضربة في غزة، ليس بالضرورة تكون مفاجئة، لكن دعونا نبحث في خطة تتضمن رفع حصار غزة، وتمكين الغزيين من الخروج من هذا الحصار، يجب القيام بخطوات من شأنها تهدئة الأوضاع على حدود غزة، رغم أن كل الأدوات ليست بحوزتنا فقط، أنا لا أحمل الحكومة الإسرائيلية وحدها المسئولية عما يحصل، فالطرف الثاني يتحمل كذلك".
يوآف ليمور الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة "إسرائيل اليوم" قال إن "غزة ما زالت محاصرة، جائعة، يائسة، وفي غياب حل واسع سنعود معها لذات نقطة البداية، بما فيها جولة العنف، فيما تختار القيادة الإسرائيلية الحالية خيار التهدئة".
وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنه "في الأيام القادمة من المتوقع أن تمر الأموال القطرية للقطاع، ومضاعفة وصول التيار الكهربائي، والمباحثات مع الوسطاء تتقدم، لكن الطريق لإنجاحها ملأى بالألغام، فجثث الجنود والأسرى ما زالت محتجزة لدى حماس، رغم أن الطرفين، حماس وإسرائيل، ما زالا يبذلان جهودهما للحفاظ على الهدوء، محظور التوهم أن مشاكل القطاع تم حلها".
يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت قال إن "الجيش الإسرائيلي يجري انقلابا في الحرب أمام الأنفاق لمواجهة حماس، لأنه في الحرب القادمة سيتم نشر وحدات كاملة من مقاتليها تحت الأرض لاستدراج الجنود الإسرائيليين عبر "المترو" الذي أقاموه، وبجانب التكنولوجيا التي لا يسمح بنشرها فإن سلاح الهندسة ما زال يحصل على المزيد من الوسائل القتالية التي قد تحول هذه الأنفاق لمقابر للمقاتلين الفلسطينيين".
وأضاف في التقرير أن "الجيش الإسرائيلي زاد قدراته بمئات الأضعاف عن السنوات الماضية استعدادا للجولة القادمة من القتال ضد حماس في غزة، وهناك المخاوف الأساسية لدى الجيش في انتظار مقاتلي الحركة لجنوده داخل هذه الأنفاق في قلب القطاع".
وأكد أن "الجيش حاول تدريب قواته على ذلك خلال حرب غزة الأولى الرصاص المصبوب في 2008، وفي غياب أي تدخل بري في عمود السحاب في 2012، وما لبث أن دخل برياً بصورة محدودة في الجرف الصامد 2014، وقد استغلت حماس العقد الأخير لنقل قوات ووحدات كاملة للخدمة في الأنفاق تحت الأرض".
وختم بالقول أن "الجيش يعتقد أن آلاف مقاتلي حماس لن يخرجوا من تحت الأرض في الحرب القادمة داخل القطاع، وسيمتنعون قدر الإمكان عن خوض معارك مع الجيش، وسيحاولون سحبهم إلى عمق القطاع والمناطق السكنية المكتظة، لخدمة هدفها الأساسي الساعي إلى صمود القطاع، مع أن معظم الوسائل المعدة لتلك المواجهة ما زالت قيد الحظر بأمر الرقابة العسكرية".
ترجمة عربي 21