منعت وزارة الداخلية في تشاد مظاهرة للاحتجاج على زيارة الرئيس إدريس ديبي إلى القدس المحتلة ولقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت نددت فيه المعارضة بالقرار.
ونص قرار وقعه وزير الداخلية محمد أبالي صلاح على أن المظاهرة التي طلب "تحالف الجمعيات المدنية من أجل القدس" تنظيمها اليوم الأحد "محظورة"، وطلب الوزير من الإدارات المختصة في الشرطة تنفيذ قراره.
وسبق أن رفضت سلطات تشاد مسيرة لتحالف المعارضة -الذي يضم 22 جمعية مدنية- ضد قرار الإدارة الأميركية نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
يقول رئيس "تحالف الجمعيات المدنية من أجل القدس" بدر داود إن التحالف تقدم بطلب إلى السلطات لتسيير مظاهرة سلمية للتنديد بزيارة الرئيس إدريس ديبي إلى "الكيان الصهيوني"، مضيفا أنه بدلا من التصريح للمظاهرة السلمية وتأمينها قُوبلت بالرفض.
وأشار داود -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن "جل الشعب التشادي يرفض هذه الزيارة. ولذلك أردنا أن نبين للعالم أننا بوصفنا شعبا حرا أبيا لا نقبل المساس بثوابت وقيم مجتمع مسلم، ومجتمع إنساني يرفض منظومة الإرهاب الدولي".
ولم تكن زيارة الرئيس التشادي إدريس ديبي -التي وصفها نتنياهو بالتاريخية- محل ترحيب عدد كبير من زعماء أحزاب المعارضة.
من جانبه، وصف وزير المالية السابق ورئيس حزب "من أجل الحريات والتنمية" محمد أحمد الحبو الزيارة بأنها "تجافي منطق الأشياء تماما، والشعب التشادي لم يكن يعلم شئيا عنها".
ويضيف الحبو أن تشاد قطعت علاقتها مع إسرائيل عام 1972 بسبب العدوان الإسرائيلي على مصر ودول عربية أخرى، وتضامنا مع الفلسطينيين.
وتابع الحبو أن العلاقات قُطعت مع إسرائيل بقرار من منظمتي الوحدة الأفريقية والتعاون الإسلامي، "وإذا قُدر لها أن تعود فيجب أن يكون بقرار من هاتين المنظمتين".
ويشير الوزير السابق إلى أنه لم يستجد شيء بالنسبة لفلسطين والأراضي العربية المحتلة، فما زال الاحتلال جاثما على صدورهم، ولا تزال غزة محاصرة، كما أن إسرائيل لا تعترف بقرارات الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الفلسطينيين.
وفي المقابل، قال الأمين العام للحزب الحاكم محمد زين بدا عباس إن تشاد بلد ذو سيادة وبإمكانه إقامة علاقات دبلوماسية مع الجميع، وهو بذلك ينفذ قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية.
ورغم إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي اعتزامه زيارة تشاد قريبا، وتأكيده أن العلاقات الرسمية بين تشاد وإسرائيل ستدشن في هذه الزيارة، فإن الحكومة التشادية لم تعلق على الأمر حتى الآن.