نشر محمود مرداوي المختص في الشأن "الإسرائيلي" أبرز الملاحظات اللافتة من عملية درع الشمال التي بدأت قوات الاحتلال تنفيذها منذ صباح الثلاثاء، بزعم محاربة أنفاق حفرها حزب الله اللبناني مع الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.
وقال مرداوي، على المستوى "الإسرائيلي" فإن رئيس وزار الاحتلال نتنياهو، يستطيع الآن أن يفتخر أمام جمهوره، بأنه قادر على اتخاذ القرار الصعب الغير شعبي من أجل معالجة الخطر المخفي المحدق مقابل تأجيل الخطر الظاهر".
وأضاف مرداوي، أن "نتنياهو وضع نفسه في دائرة الاتهام أمام المراقبين والمحللين بتهمة اتخاذ قرارات أمنية تخدم أهدافاً سياسية، إذ تمكن من خلال هذه العملية من توظيف الضغط العسكري على الرأي العام الدولي للضغط على لبنان لمنع حزب الله من نقل وتصنيع الصواريخ الدقيقة.
وأشار إلى أن "إسرائيل" أسلت رسائل جدية لحزب الله من خلال الإجراءات العسكرية العملية مفادها أن الجيش مستعد لاتخاذ إجراءات وتنفيذ عمليات دفاعية وربما في المستقبل هجومية.
كما أعاد نتنياهو الحوار الجماهيري المنطقي للحكم على إجراءاته وقراراته المتعلقة بالأمن والجيش مقابل اتهامه بالذل والصغار للمقاومة في الجنوب.
أما على مستوى حزب الله اللبناني، فقد أكد مرداوي أن ما حدث في الشمال يمثل خرقاً لبنود اتفاق اليونيفيل 2006، وأعطى اثباتاً عملياً أن حزب الله يخطط لاتخاذ إجراءات هجومية ضد العدو بما يخالف أحكاماً مسبقة صدرت بحق أيديولوجية الحزب واستراتيجيته العسكرية تجاه فلسطين.
وأِشار إلى أن عملية درع الشمال تؤكد للحزب أنه على أولوية اهتمام الاحتلال في المرحلة القادمة، وتشكل بيئة ومقدمة لفضاء أفضل يمكن العدو من القدرة على المناورة واتخاذ القرار فيما يتعلق بالأهداف الحقيقية المتمثلة في مخازن ومصانع الصواريخ الدقيقة.
وأوضح مرداوي أن العملية أثبت أن جيش الاحتلال ناقش توجيه ضربة للبنان، لكنه تريث لاعتبارات تكتيكية عملياتية تتعلق بمسرح العمليات، واستراتيجية ترتبط بحجم ردة الفعل وتهيئة الأجواء الدولية والإقليمية.
واختمم المختص في الشأن "الإسرائيلي" حديثه بالقول "إن نتنياهو عجز عن إيجاد أطراف تحارب لبنان بالنيابة عن جيشه، وفي النهاية حزب الله يدرك أن خوف ( اسرائيل) من الموت لا يدفعها لاختياره".