بدايةً نبرق ونبارك ونهنئ أنفسنا وشعبنا الفلسطيني في داخل الوطن وفي الشتات ولامتنا العربية والاسلامية ولكل أحرار العالم في ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سائلين المولى عز وجل أن يكون هذا العام عام خير وبركة ونصر وكرامة وعزة ومجد للإسلام والمسلمين .
تأتي علينا ذكري هذه الانطلاقة المجيدة وهي أعظم ظاهرة وطنية عرفها التاريخ البشري المعاصر بين حركات التحرر الوطني والإسلامي في العالم ونحن نمر في ظل ظروف استثنائية صعبة وخطيرة وحصار ظالم ومتغيرات ومؤامرات محلية واقليمية ودولية , ولكن علي الرغم من تلك المتغيرات والمؤامرات والفتن والدسائس والضغائن وتغول الاحتلال إلا أن حماس واجهت وجابهت كل التحديات ، واستمرت بالنهوض بالمسؤوليات الكبرى التي تأسست لأجلها , واستظلت أهدافها بها , وتغلبت على الاحتلال وقهرته وانتصرت عليه في كل المواجهات .
إن حركة حماس هي حركة فلسطينية وطنية إسلامية سنية شعبية مقاومة للاحتلال الصهيوني , تؤمن بأن المقاومة هي المدخل الأساسي لتحرير فلسطين كاملة من النهر إلى البحر ، كيف لا وهي أكبر الفصائل الفلسطينية حسب آخر الإحصائيات ، جذورها إسلامية وتعرف نفسها على أنها حركة تحرر ذات فكر إسلامي وسطي معتدل ، تحصر كفاحها وجهادها وعملها في قضية تحرير فلسطين من المحتل الغاصب ، ولا تتدخل في شؤون الآخرين .
تأتي هذه الذكرى المجيدة ضمن مهرجان وطني وشعبي وجماهيري حاشد لتجديد البيعة والعمل على مواصلة العهد مع الله ثم الشعب للسير على نهج طريق المقاومة والجهاد للوصول إلى الحرية والاستقلال , فالاحتفال بذكرى الانطلاقة ليس والله إلا عملا رمزياً تقدمه حماس بين أيدي أنشطتها السنوية الدائمة للعمل على نهج روح المقاومة , ولتشعل عواطف مناصريها ومحبيها والارتقاء بهم إلى التحرير , ولتخليد ذكرى الشهداء والمجاهدين المؤسسيين الأبطال للحركة ، ومن سبقوهم بإحسان إلى يوم الدين للقاء ربهم مؤمنين .
تجدد حركة حماس كل عام وتحتفي بانطلاقتها السنوية المجيدة وعيونها مركزة على تحرير الوطن والأسرى الفلسطينيين البواسل , فهي عملت ولا زالت تعمل منذ واحد وثلاثون عاما من أجل كرامة الوطن والمواطن ، وهي لن تتوقف عن هذا العمل بكل الطرق الممكنة والمتاحة ، فهذا واجب وطني عليها ، كما هو واجب شرعي , له أصوله الشرعية التي تحدده وتوضحه وتقر به كل الديانات والمواثيق والقوانين الشرعية .
حقا لها أن تحتفل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس بذكرى انطلاقتها , حيث أنها تعمل على توفير الظروف الملائمة للقضية الفلسطينية , وتركز نشاطها لتحمل تبعات المواجهة مع الاحتلال لتحقيق تحرير الأرض والوطن وتحرير القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية ، وعودة اللاجئين والنازحين ، وإنجاز المشروع الوطني الفلسطيني ، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الحقيقية وعاصمتها القدس الشريف ، ومن ثم العمل على خدمة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده بكل الوسائل المتاحة وفي جميع المجالات بما يمكنه من الصمود والثبات ، وتحمل تبعات المواجهة مع الاحتلال الصهيوني الغاصب ، والتصدي له ولمشروعه التوسعي المدعوم من قبل أمريكيا وقوى الاستعمار المتعددة .
إن ذكرى الانطلاقة المجيدة تأتي اليوم استكمالاً لانتصارات شعبنا المباركة بمسيرات العودة الكبرى والمقاومة الباسلة في كل المواقع والميادين ، والتي ضربت أروع الأمثلة في التضحية والصمود والعطاء والانتصار لتكشف أكذوبة الجيش الصهيوني الجبان الذي يُقال عنه لا يُقهر , ولتفضح إجرامه وعربدته أمام العالم باسره , كما وأنها تأتي لتشكل دفاع وحماية لمشروع المقاومة ضد المحتل الغاصب واستعادة حقوق شعبنا الفلسطيني .
بقي لنا القول أن حركة حماس تؤكد في كل ذكرى لانطلاقتها , بل منذ اليوم الأول لنشأتها أنها لم ولن تغادر قناعاتها وقناعات شعبنا بالعيش بالحرية والاستقلال في وطن آمن وحر ، ولم تفكر أبداً رغم كل الظروف والمؤامرات والعدوان والقمع والحصار والتطبيع أن تساوم على ذرة تراب واحدة من أرض فلسطين ، ولا عن حق صغير كان أم كبير من حقوق شعبنا الفلسطيني ، فهي قدمت ولا زالت تقدم أثماناً باهظة من دماء رجالها وقادتها شهداء فداءً للدين والوطن , وعانت الكثير من الإبعاد والاعتقال والحصار والتشويه الإعلامي , ذلك لأنها حركة مقاومة تعرف طريق المجد وتعرف ثمن الكرامة .
كل عام وأنتم بألف خير .. وكل انطلاقة وأنتم إلى التحرير والقدس أقرب ..