أعلن جيش الاحتلال عن البدء بتنفيذ عملية واسعة وكبيرة، أطلق عليها اسم "درع الشمال" للقضاء على تهديد الأنفاق.
وبدأ الإعلام في موجة بث مفتوح، وكان يُخيل للمرء أن الجيش بدأ حربا ضد حزب الله، وتدريجيًا بعد التغلب على الكثير من الضجيج المرافق للعملية؛ يمكن أن نلخص أهم ما تنطوي عليه عملية "درع الشمال".
- الأنفاق الهجومية التي يعتقد الجيش أن حزب الله حفرها أو حتى تلك التي ربما لدى الجيش معلومات مؤكدة عن وجودها؛ هي محدودة وموضعية، وتتركز في منطقة محددة من بلدة المطلة شمال شرقي فلسطين، ونحن نقدر ذلك بناءً على أن الجهد الاستخباري والعملياتي (الإسرائيلي) يتركز الآن في الجزء الغربي الشمالي من مزارع بلدة المطلة وبالقرب من الحدود، وذلك بحسب الإعلام الإسرائيلي.
- الجيش عزز قواته بصورة كبيرة وملفتة للنظر، كما نُصبت بطاريات الدفاع الجوي استعدادًا لمخاطر التدهور لعملية عسكرية.
- تم إبلاغ الأمريكان بأمر العملية، ونتنياهو أعلن بطريقة استعراضية أن من بين المواضيع التي سيناقشها مع بومبيو التهديدات في الشمال، أي إنه أول من أطلق إشارة التسخين الإعلامي.
- تهديد الأنفاق في الشمال وخطة الجيش للعمل ضدها كانت ضمن المواضيع التي ناقشها الكابينت في الاجتماع الذي عقدة في 13 نوفمبر إبان التصعيد مع القطاع، ويقال إن نتنياهو اتخذه سببًا لرفض التصعيد مع القطاع وإقناع الوزراء بقبول وقف إطلاق النار.
- والسؤال: لو كان هذا التهديد جديًا وخطيرًا وذا أولوية، لماذا استقال ليبرمان؟ ولماذا كان بينيت وشاكيد قد قررا الاستقالة من الحكومة؟
- الجيش قام بالعديد من عمليات اكتشاف وتفجير أنفاق بالقرب من القطاع، واعتبرها تهديدًا استراتيجيًا ملموسًا، لكنه لم يعلن عن عملية واسعة ويطلق عليها اسمًا، فلماذا كل هذا الضجيج وهذه المبالغة؟ لماذا الآن، حيث يتقلد نتنياهو منصب وزير الأمن ونشرت الشرطة توصياتها بتقديم لائحة اتهام ضده؟
- يبدو أن الضجيج الإعلامي هو الهدف الحقيقي، وهو يحمل أكثر من رسالة للداخل والخارج، فالرسالة الموجهة لحزب الله تحديدًا هي رسالة تهديد ووعيد، ان (إسرائيل) اليوم جاهزة لأخذ زمام المبادرة للدخول في حرب واسعة، وربما تريد استدراج حزب الله لحرب، وهي رسالة للعالم أن "أوقفوا حزب الله الذي لا يكتفي بتكديس السلاح وتهريب الصواريخ الدقيقة، بل ويحفر أنفاقًا هجومية تخترق السيادة الإسرائيلية، وهدفها تنفيذ عمليات إرهابية ضد المواطنين الإسرائيليين".
أما رسالته للداخل الإسرائيلي فهي الأكثر وضوحًا، تقول: عندما يهتم الجميع بمصالحهم الحزبية، حتى بثمن تعريض أمن الدولة للخطر؛ فإن نتنياهو وحده هو الأكثر ولاءً لمصالح الدولة والأكثر قدرة على حماية أمنها وقيادتها بنجاح.
- التقدير أن حزب الله سيحتوى الأمر، لأن كل العملية تدور داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكنه سيعتبرها مؤشرًا على الاستعدادات الإسرائيلية للدخول في حرب، ومن غير المستبعد أن تقوم (إسرائيل) - بعد أن تكتشف نفقًا تعتبره خطيرًا وجديًا - بعدوان ما على مخزن أو منشأة للسلاح على الأراضي اللبنانية في محاولة لردع الحزب عن استكمال ما تسميه (إسرائيل) بـ "مشروع الصواريخ الدقيقة".
- أما على جبهة قطاع غزة، فربما هذه العملية تسهّل على نتنياهو المضي قدمًا في مسار التهدئة.
أطلس للدراسات