تلقت الإدارة الأمريكية التي يقودها الرئيس المنحاز للاحتلال (الإسرائيلي) دونالد ترامب ضربة غير متوقعة، بعد إسقاط مشروع القرار الذي طرحته على منصة الأمم المتحدة، لإدانة حركة "حماس" والمقاومة الفلسطينية، بعدم حصوله على أصوات أغلبية الدول.
وبالرغم من أن 87 دولة وضعت مظلتها تحت القرار الأمريكي الجائر وأيدت القرار، إلا أن رفض 57 دولة كان كافياً لإسقاطه، وعد عدد من الخبراء في السياسة الدولية فشل المشروع بداية لكسر الهيمنة الأمريكية على الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما حذر آخرون من مغبة إعادة إدارة ترامب مثل هذه المشاريع الهادفة للإطاحة بحق الفلسطينيين بالمقاومة.
وبين دوامة فشل المشروع والتحذير من إعادة طرح مشاريع مشابهة، يلقى على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وخصوصاً حركة حماس التي استهدفها المشروع مباشرة عدد من المسؤوليات على صعيد العلاقات الدولية، لاسيما أن أولى الثمار التي جنتها من فشل القرار توطيد حقها بالسفر وإقامة العلاقات الدولية.
ويذكر حسام الدجني المحلل السياسي، أن القرار الأمريكي كان عبارة عن استفتاء دولي على أدوات المقاومة التي تستخدمها حركة حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة، ومدى إمكانية معايشة وانسجام هذه الأدوات خلال الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال بصورة دولية رسمية.
وبين الدجني في حديثه مع "الرسالة"، أن فشل القرار، يؤكد على دور حماس المهم والفاعل في الملاعب الدولية، وقال "باتت المقاومة الفلسطينية جزءا من الحل وليست المشكلة المتسببة في الصراع، إذ اتضح للعالم أن المشكلة الأساسية تتمثل في الاحتلال (الإسرائيلي) الذي تقف خلفه الإدارة الأمريكية بهيمنتها على المجتمع الدولي".
ويرى الدجني أن إفشال القرار منح المقاومة الفلسطينية إنجازات كبيرة أبرزها الالتفاف الدولي حول أدواتها المستخدمة ضد الاحتلال في قطاع غزة، ويمضي بالقول "هنا يجب ألا تحسم حركة حماس والفلسطينيون المسألة، إذ بات من الضروري خلال المرحلة استعادة الوحدة الوطنية والعمل من داخل السفارات الفلسطينية في الخارج لمنح الفلسطينيين مزيداً من حقوقهم على الصعيد الدولي".
وفي ذات السياق، أكد الكاتب عبد الله العقاد، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تعمدت صياغة مشروعها أمام الأمم المتحدة، وفقاً لموقف الرئيس الفلسطينية محمود عباس المستمد من خطاباته التي تطالب بنبذ أعمال العنف وتسليم المقاومة سلاحها تحت مظلة السلطة الفلسطينية، لتكسب جميع الأقطاب الدولية ولتضمن نجاح المشروع.
وقال العقاد، "على الرغم من الخبث الأمريكي في المشروع، إلا أن فشله سبب لهم صدمة غير مسبوقة، وكشف مدى انحياز إدارة ترامب للاحتلال (الإسرائيلي)، إذ باتت لعبتها الساعية لتجريم المقاومة الفلسطينية مكشوفة أمام دول العالم".
وأضاف في حديثه مع "الرسالة"، "أصبحت حركة حماس تتربع على أعلى المستويات الأممية، بعد التأكيد على حقها باستخدام وتطوير أدواتها المقاومة، وهذا لم يكن في حسبان الإدارة الأمريكية والاحتلال (الإسرائيلي) اللذين لم يتوقعا هذا الفشل المدوي لمشروعهم الأممي".
وأوضح العقاد أن فشل المشروع أعطى حركة حماس متسعاً من حرية التنقل وإقامة علاقات مع الدول كونها أهم رموز المقاومة الفلسطينية والتحرر، بينما يلقي على سلطة فتح التي تمثل الفلسطينيين أمام المجتمع الدولي دور إقامة العلاقات مع الدول المؤيدة للقرار وشرح أحقية الفلسطينيين باستخدام جميع الأدوات المشروعة في المقاومة حتى دحر الاحتلال.