قائمة الموقع

مكتوب: "هل "التمكين" المنشود للسلطة في غزة هو ذاته المشهود في الضفة؟"

2018-12-13T09:19:41+02:00
صورة أرشيفية
غزة- فايز أيوب الشيخ 

ما زرعته "سلطة فتح" في الضفة تجنيه اليوم، فلا يتورع الاحتلال "الإسرائيلي" عن انتهاك مؤسساتها ومقراتها دون أي مانع أو رادع، "فهل التمكين" الذي تنشده السلطة في قطاع غزة هو ذات التمكين الحاصل الأن في الضفة !؟.

فمن جملة الحملات الإسرائيلية في إطار البحث على خلفية العملية التي نفذها مقاومون -ليلة الثلاثاء الماضي- قرب مستوطنة "عوفرا"، اقتحمت قوات الاحتلال مبنى وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" بمدينة رام الله ، ومنعت المتواجدين بداخله من مغادرته.

رسالة لدعاة "التمكين"

ويري اللواء يوسف الشرقاوي الخبير العسكري في الإطار، أن الاقتحامات (الإسرائيلية) الحاصلة في الضفة الآن، وخاصة للمقرات الإعلامية والحكومية هي "رسالة موجهة من قادة الاحتلال لدعاة ما يسمي التمكين في غزة"، متسائلاً "أي تميكن تريده قيادة السلطة في غزة، في ظل ما يجري في الضفة من استباحة للمقرات الإعلامية والحكومية بدون أي رادع!؟".

وأكد شرقاوي في حديثه لـ"الرسالة" أن ما يجري في الضفة، هو نتيجة طبيعية لما زرعته أجهزة السلطة عبر التنسيق الأمني، وها هي اليوم تجني ثماره باقتحام مقراتها ومؤسساتها بشكل مهين، مشدداً على أن (إسرائيل) لا ترتدع إلا بالمقاومة، فعلى الأقل بالمقاومة الشعبية من خلال أن تسمح السلطة للجماهير بالمواجهة والتصدي لاقتحامات الاحتلال.

غير أن شرقاوي، استبعد أن تتغظ السلطة وتعي الدرس أو أن تستفيد من تجاربها مع الاحتلال، لافتاً إلى أن اتفاق أوسلو أوجد "قيادات وفئة اجتماعية تتمسك بمصالحها الشخصية على حساب المصلحة الوطنية"، على حد تعبيره.

وتطرق شرقاوي إلى ما قاله رئيس الوزراء الأسبق "إيرائيل شارون" "أن غلاف غزة مثل تل أبيب"، مستطرداً "لكنه انسحب من مستوطنات غزة صاغراً بفعل المقاومة، وسينسحب رئيس الوزراء الحالي بيبي نتنياهو من المستوطنات في الضفة".

وجاء تعقيب الشرقاوي سالف الذكر على ما صرح به نتنياهو مؤخراً، حول تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعدم السماح بترحيل أي مستوطن من مسكنه في الضفة الغربية، متعهداً أنه سيبني المزيد من المنازل في المستوطنات.

الهدف.. سلاح المقاومة

وكمن سبقه، أوضح عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، أن التمكين الذي تنشده "سلطة فتح" في غزة، هو التمكين من سلاح المقاومة حتى لا تقوم للمقاومة الفلسطينية أي قائمة، متهمكماً في تساؤله "هل لدينا شك في أنهم يريدون التمكين من أجل محاربة إسرائيل!؟".

وأكد قاسم لـ"الرسالة" أن الاقتحامات المُهينة التي يقوم بها الاحتلال للمقرات والمؤسسات الحكومية في الضفة، تأتي في سياق الترهيب والتخويف لقيادات السلطة، ومنعهم من مجرد التفكير أو إيهام أنفسهم بأنهم أصحاب سيادة على أي بقعة في الضفة، مبيناً أن ما يهم الاحتلال هو الأمن، وإذا تطلب أمنهم أن يقوموا بأي عمل مهما كان وضيعاً فلن يترددواـ

وقال قاسم "طالما لا يوجد أي رادع للاحتلال، فهو ماضٍ في استباحة كل شيء في الضفة"، مشيراً إلى أن "سلطة فتح" عامل هدم واستسلام، وهي مبنية على فلسفة منظمة التحرير التي تقول " أن خير سياسة لحماية الشعب الفلسطيني هي عدم القيام بأي أعمال تستفز (إسرائيل) وعدم خلق أي مبررات لعدوانها!".

وقلل قاسم من أهمية وقيمة الانتقادات المتكررة للسلطة ومطالبتها بالتخلي عن التنسيق الأمني قائلاً " السلطة ترى أن أي عمل مسلح ضد إسرائيل هو عمل تخريبي وإرهابي، وبالتالي لا مجال لتغيير هذه العقلية والسياسة التي ينتهجها قيادتها، من أجل البقاء في مناصبهم التي تسهل لهم مصالحهم الشخصية"، علي حد تعبيره.

الخيار .. حل السلطة

ومن وجهة نظر دبلوماسية، فقد عبر فريد ضهير أستاذ الإعلام في جامعة النجاح، عن تقديره بأن السلطة في رام الله في موقف لا تحسد عليه، فهي لا تستطيع أن تتملص من الاتفاقيات والالتزامات وبما هو مفروض عليها من شروط، ومن جانب أخر هي لا تستطيع أن تواجه الاحتلال، معتبراً أن الخيار الوحيد أمامها هو "حل السلطة".

وأوضح ضهير لـ"الرسالة" أن السلطة برام الله، لديها رؤية ونهج قائمين على أن (إسرائيل) تمتلك قوة مذهلة تستطيع أن تدمر دول، مشيراً إلى أن تفسيرات -النهج والرؤية- يعطيان انطباعاً للسلطة، بأن المواجهة مع (دولة الاحتلال) سيكلفها الكثير.

وذكر ضهير أنه طالما اختارت السلطة الرؤية والنهج السالف ذكرهما، فبالتالي هي دخلت ضمن اتفاقيات ومعاهدات وربطت نفسها في المعادلة الدولية، معتبراً أنه في حال خالفت ما اتفقت ووقعت عليه، فسوف تكون العواقب وخيمة عليها، وخاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية وبعض الدول العربية ربما تتخذ موقفاً سلبياً تجاه السلطة في حال دعمت أي أعمال "عدائية"، وفق مفهومهم

اخبار ذات صلة