نتيجة عدم قدرة الرضيع على التعبير بالقول أو بالمحاكاة أو بالإيماءات الواضحة، يُعتبر البكاء الوسيلة التي يعتمدها للتواصل مع محيطه ليُخبره أنه بحاجة إلى شيء ما، فماذا يعني بكاؤه؟
من المؤكد أن جميع الأمهات الشابات، حتى اللاتي يُعتبرن الأكثر لطفا وتفهما، قد شعرن بنوع من السخط أمام بكاء أطفالهن. فما الذي يُريد الطفل قوله عن طريق البكاء، رغم أن كل الأمور تبدو على ما يرام؟
ورغم أنه من المستحيل معرفة ما الذي يُفكر فيه رضيعك بشكل محدد حين يبكي بحرقة، فإنه من الممكن أن تكون لنوبات البكاء معان عديدة.
وقبل تفسير مختلف أنواع البكاء، لا بد من التذكير بأنه من الطبيعي أن يبكي الرضيع. ويُعتقد أن الطفل السليم، الذي لا يملك أي احتياجات خاصة ولا يُعاني من أي آلام جسدية أو نفسية، يبكي طيلة بضع ساعات على امتداد اليوم.
ويُعد هذا الأمر طبيعيا لأن البكاء هو سبيل الرضيع الوحيد للتعبير عن نفسه. فعندما يكبر ويكتشف طرقا أخرى للتواصل مع محيطه، تقل نوبات بكائه تدريجيا، باستثناء فترات نمو الأسنان. وذلك وفقا لتقرير للكاتبة جين دمبيار في موقع "قناة كانال في".
من المهم أن تفهم الأم أن مولودها الجديد لا يبكي فقط بسبب تغير مزاجه، فهناك دائما سبب يُفسر بكاءه، بالتالي، فهو لا يفعل ذلك بغرض التلاعب بالأم. ولا يعتمد الرضيع هذا الأسلوب إلا في فترات لاحقة، خاصة بين عمر 12 شهرا وسنتين.
في معظم الأحيان يبكي الطفل لأنه جائع (بيكسابي)
وهذه هي أنواع بكاء الطفل:
بكاء الجوع
في معظم الأحيان يبكي الطفل لأنه جائع. في الواقع، عليه أن يعتاد على أن إطعامه لن يكون بواسطة الحبل السري، كما كان الحال أثناء الحمل.
تظهر نوبات بكاء الطفل بسبب الجوع خلال فواصل زمنية منتظمة، عندما تختفي آثار الشبع المتعلقة بآخر عملية رضاعة تلقاها. وفي حال لم تُلبَّ حاجة الطفل، ستتعالى صيحاته الصاخبة، الأمر الذي يعكس غضبه العميق. وتنتهي هذه النوبات عادة عندما ترضعيه.
انعدام الشعور بالراحة
يبكي الرضيع حين لا يشعر بالراحة، أي عندما يشعر بالبرد الشديد أو بالحرارة المرتفعة، أو حين تتسخ حفاظاته، أو تكون ملابسه ضيقة جدا. بعبارة أخرى، يبكي صغيرك حين يكون في وضع غير مريح. وإذا كان قد أكل لتوه، فتأكدي من عدم وجود سبب آخر يُضايقه.
عادة ما تكون نوبات البكاء المرتبطة بانعدام الشعور بالراحة عبارة عن نوع من "الانتحاب" الهادئ أو الصراخ العالي. وفي بعض الأحيان، يكفي تغيير وضعية الطفل أو حمله بين ذراعيك، لوضع حد لهذه الأزمة.
بكاء التعب
يكون الرضيع مشغولا طيلة يومه، ذلك أنه يقوم باكتشافات عديدة وعليه التأقلم مع محيطه الجديد الذي يعيش فيه. لهذا السبب، وفي نهاية أيام الاستكشاف هذه، غالبا ما يُعبر الرضيع عن تعبه بواسطة البكاء. وينطبق هذا الأمر خاصة على الأيام التي تكون مليئة بالمشاعر الفياضة، إذ تساهم زيارة الأقارب والنزهات الخارجية في شعور الرضيع بالتعب أكثر من المعتاد.
ومن السهل توقع نوبات البكاء المرتبطة بالتعب، لأن الطفل يكون شديد الحركة، ويتثاءب ويفرك عينيه قبل ذلك.
بكاء الحاجة إلى الحنان
يحتاج الطفل إليك، فهو يحب أن تدلليه وتحمليه بين ذراعيك ويكون على اتصال جسدي معك. وأحيانا، يبكي الرضيع لمجرد أن تحتضنيه. من ناحية أخرى، يحتاج بعض الأطفال الرضع، أكثر من غيرهم، إلى المداعبة والحمل والسلوى.
بكاء الحاجة إلى التحريك
يعبر الأطفال عن أنفسهم بواسطة الدموع حين يحتاجون إلى التحريك والتسلية. وسيتحسن الوضع بمجرد تطور استقلاليتهم، أي عندما يصبحون قادرين على الدوران على بطونهم أو ظهورهم أو يتمكنون من أخذ لعبهم بأنفسهم أو الجلوس والتحرك.
بكاء المرض
إذا بدأ الرضيع بالبكاء، فقد يكون ذلك بسبب مرضه. وتكون نوبات البكاء المرتبطة بمشكلة صحية شديدة الإلحاح.
وفي حال لم تتمكني من وضع حد لبكاء رضيعك باستعمال الوسائل المعتادة وإذا تخللت فترات صمت مريبة نوبات بكائه الغريبة والمتكررة (الأمر الذي جعلك تشعرين بالقلق من حالته الصحية)، فلا تترددي في استشارة طبيب الأطفال.
بكاء المغص
يُعاني الكثير من الرضع من المغص، الذي يعود نسبيا إلى مشكلة مرتبطة بالمعدة. وإذا بكى الطفل بعد الأكل، وترافق ذلك مع التواءات وانتفاخ بطنه، فمن المرجح أنه يُعاني من المغص. في هذه الحالة، احملي رضيعك بين ذراعيك وقومي بتهدئته، كما يُوصى بتدليك بطنه برفق.
ساندي طفلك
يقول البعض إنه في حال لم يكن لدى الرضيع أي سبب للبكاء، سيكون من الأفضل عدم الانتباه لبكائه، خوفا من تحويله إلى طفل مدلل.
لكن، لا تُصدقي مثل هذه النصائح. فإذا أخذت دموع رضيعك على محمل الجد وأوليته الاهتمام الذي يُريده، فإنك لن تجعلي منه حتما طفلا مزاجيا. في المقابل، سوف تشجعين على تطوير علاقة قائمة على التعلق والثقة المتبادلة بينكما.