فجر جيش الاحتلال فجر اليوم منزل عائلة أبو حميد في مخيم الامعري جنوب البيرة، بعد حصاره لأكثر من 5 ساعات، فيما أصيب خلال عملية الهدم أكثر من 56 مواطنا جراء المواجهات مع قوات الاحتلال في محيط منزل العائلة.
وكانت سلطات الاحتلال أمهلت العائلة 48 ساعة لهدم منزلها المكون من 4 طوابق داخل المخيم، على خلفية تنفيذ إسلام أبو حميد عملية قتل فيها جندي إسرائيلي قبل 7 شهور، بعد إلقاءه لوح رخام على جندي من فوق مبنى قرب المخيم.
وحاصر أكثر من 500 جندي منزل عائلة أبو حميد، المقام على طرف المخيم، واقتحموه، وأخلوا من فيه بقوة، وأخلوا الطوابق الأربعة من السكان، واعتدوا بالضرب وقنابل الصوت عليهم.
وأفاد شهود عيان أن اشتباك مسلح اندلع بين مسلحين وقوات الاحتلال على مقربة من المنزل، كما اندلعت مواجهات عنيفة اندلعت بين قوات الاحتلال في المخيم، حيث أصيب 6 شبان بالرصاص الحي في الفخذ.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، فجر اليوم السبت، حي سطح مرحبا في مدينة البيرة، حيث انتشر عشرات الجنود المشاة في الحي، ترافقهم آليات عسكرية، وطائرة استطلاع في أجواء البيرة ورام الله.
وأزالت جرافات الاحتلال سواتر الحجارة التي وضعها الشبان في الطرقات على بعد أمتار من منزل أبو حميد، واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال
وافاد شهود عيان بان قوات كبيرة من جيش الاحتلال تتواجد على مداخل المدينة، ونشرت قواتها في أكثر من مكان.
كما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 100 مواطن من المعتصمين داخل المنزل، وأوقفت بعضهم في مخازن فارغة قريبة من المنزل.
واعتدى جيش الاحتلال على الصحفيين بالضرب والقاء قنابل الصوت والغاز بعد طردهم من المكان، ما أدى إلى إصابة 3 صحفيين.
وأخلت قوات الاحتلال المواطنين الذين يقطنون المنازل المجاورة لمنزل عائلة أبو حميد ونقلتهم لملعب مدرسة البيرة الجديدة، وتركتهم بالعراء في أجواء شديدة البرودة، ومنعهم الجنود حتى من قضاء حاجتهم، في ظل تواجد نساء ورجال وأطفال ورضع.
ونقلت سيارات الاسعاف طفلتين إلى المستشفى بسبب البرد الشديد، فيما وزعت طواقم الهلال الأحمر البطانيات على المواطنين المحتجزين، كما وضعت سيدة مولودها خلال احتجازها في ملعب مدرسة البيرة الجديدة القريب من المخيم.
وقرر جيش الاحتلال هدم منزل العائلة، بعد اتهام نجلها إسلام، بقتل جندي خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت في مخيم الجلزون قبل أشهر، بعد إصابته بحجر.
يذكر أن أم ناصر أبو حميد هي والدة شهيد، ولديها أربعة أبناء تعتقلهم سلطات الاحتلال وهم محكومين بالمؤبدات، واعتقلوا ابنها الأصغر إسلام، الذي تتهمه سلطات الاحتلال بالمسؤولية عن مقتل جندي في مخيم الأمعري قبل أشهر، كما اعتقل جيش الاحتلال أبناءها العشرة.
وفي شهر حزيران اعتقلت سلطات الاحتلال إسلام ابو حميد (32 عاماً) وما يزال موقوفاً، حيث تتهمه سلطات الاحتلال بقتل أحد جنودها خلال اقتحام نفذته لمخيم الأمعري في رام الله، علماً أن إسلام قضى سابقاً سنوات في معتقلات.
وهدمت قوات الاحتلال منزل عائلة أبو حميد في العامين 1994 و2003، كإجراء انتقامي من العائلة، واستمرت عملية ملاحقة الاحتلال للعائلة وذلك منذ استشهاد نجلها عبد المنعم وما تزال، فهناك ستة أشقاء من عائلة أبو حميد في معتقلات الاحتلال، منهم أربعة يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، وهم: (ناصر، ونصر، وشريف، محمد) علاوة على شقيقهم جهاد المعتقل إدارياً.