حركة دؤوبة تشهدها شوارع قطاع غزة، وفعاليات متعددة ومختلفة، احتفالاً بالذكرى السنوية 31 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، غلب عليها الطابع التطوعي في سبيل خدمة أبناء قطاع غزة، والتخفيف عنهم في ظل الحصار والمعاناة في القطاع.
حماس التي انبثقت من رحم الشعب، تحافظ على قربها منه، لذا قسمت فعالياتها إلى ثلاث أقسام، القسم الأول طابعه خدماتي، مثل حملات التبرع بالدم وتنظيف الشوارع وغيرها، والقسم الثاني ميزه الوفاء بزياراتٍ لعوائل الشهداء والجرحى والمصابين وكبار السن، أما القسم الثالث اختص بتزيين الشوارع وبمسيرات السيارات والدرجات النارية التي تهدف لإبراز روح المقاومة.
مسيرات الفرسان
محمود مسعود مسؤول العمل الجماهيري في غرب غزة أوضح أن أبرز فعاليات ذكرى الانطلاقة في منطقته كانت بزيارات الوفاء لعوائل شهداء مسيرات العودة وكسر الحصار، إضافة إلى بيوت الشهداء القادة مثل الشهيد سعيد صيام، والشهيد إسماعيل أبو شنب.
وقال في حديث لـ "الرسالة": "نحاول من خلال فعالياتنا استذكار البدايات التي انطلقت منها حماس، فكان من نشاطاتنا الكتابة على الجدران بشعارات حماسية، وبالاحتفاء بالانتصارات التي حققتها المقاومة، أسوة بالمجاهدين الأوائل في الانتفاضة الأولى، والذين كانوا يعلنون عن عملياتهم من خلال تخليدها عبر الجدران".
وأضاف مسعود أنهمنظموا مسيرات لفرسان فلسطين، وهم الأشبال الذين تدربوا في المخيمات الصيفية التي نظمتها حماس، حيث جابت شوارع المنطقة، رفع خلالها المشاركون رايات فلسطين وحماس.
وأشار مسؤول الجماهيري في غرب غزة إلى أنهم نفذوا العديد من الفعاليات لخدمة المنطقة، مثل دهان بيوت الفقراء، وتركيب البلاستيك فوق أسقف المنازل لحمايتها من المطر، إضافةً إلى تنظيف الشوارع والمفترقات الرئيسية، باعتبارها هدية الحركة للناس في ذكرى تأسيسها.
وبين أنهم نظموا عددا من المسيرات المتنوعة، مثل المسيرات الكشفية، والمسيرات الراجلة التحشيدية، وأبرزها مسيرة السيارات التي تميزتبمشاركة وحدات مسيرات العودة، مثل وحدات الكوشوك ووحدات قص السلك، والبالونات الحارقة.
معرض التأسيس
أحمد شاهين مسؤول العمل الجماهيري في شمال القطاع أكد أنه في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة، تم تخصيص فعاليات الانطلاقة للجانب التطوعي والخدماتي والاجتماعي.
وقال في حديث لـ "الرسالة": "بدأنا الفعاليات بحملات تنظيف المقابر، وزيارة جميع عوائل الشهداء في مسيرة العودة، وزيارة جرحى المسيرات في المستشفيات، وتنظيم حملات التبرع بالدم، كما وزعناالهدايا على عمال النظافة.
وأضاف شاهين أنهم نظموا معرضا جسد تاريخ حماس، تضمن صور المراحل الأولى للحركة، مثل صورة البيان الأول، ومؤسسي الحركة، ثم أبرز المراحل التي مرت بها منذ انتفاضة عام 1987، ثم حملات الاعتقال لقياداتها في عام 1988 و1989 و1996، وأبرز العمليات الفدائية، وصور لأبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام.
وأشار إلى أنهم نظموا مسير لفرسان فلسطين في مخيم جباليا، حيث أعاد الأشبال باللثام العسكري إلى الأذهان، العروض العسكرية الأولى لحماس.
ونوه إلى أنه من ضمن فعاليات الذكرى حملات تنظيف الشوارع، وتزيينها، وحملة مساعدة المزارعين في قطف ثمار التوت الأرضي، مبيناً أن وجود هذه الفعاليات له تأثيرإيجابي على الحشد في المهرجان من خلال رفع الهمم.
نساء حماس
بدورها أوضحت رشا فاروق مسؤولة الحركة النسائية في المنطقة الغربية بمحافظة رفح أن فعالياتهم في ذكرى الانطلاقة بدأت منذ الأول من ديسمبر، وكانت باكورتها بلقاء جمع نساء المنطقة مع الدكتور خالد أبو ندى مسؤول الحركة في المحافظة.
وقالت في حديث لـ "الرسالة": "هدف اللقاء كان للرد على تساؤلاتهن، ولماذا حرصت حماس على إحياء ذكرى التأسيس ال 31، إضافةً إلى تحفيزهن للمشاركة بكافة الفعاليات، خاصةً بالحفل المركزي الذي سينظم في الكتيبة".
وأضافت فاروق أنهم نظموا مسابقة خاصة بذكرى الانطلاقة، متضمنة أسئلة عن سنة التأسيس، والاسم السابق لها، والعديد من الأسئلة المتعقلة بنشأة وتطور حماس، بهدف بقاء تاريخ الحركة حاضراً في أذهان أبنائها وأنصارها.
وأشارت إلى أنهم نظموا وقفة أمام مسجد سعد بن أبي وقاص بالمحافظة، كانت بمثابة انطلاقة مصغرة، بهدف تحشيد النساء ورفع هممهم للمشاركة في يوم الانطلاقة، وقد تضمنت كلمة حماسية للدكتور عز الدين كساب، وعديد الفقرات المتنوعة.
وبينت فاروق أنهم بصدد زيارة المستشفى الإماراتي في المحافظة، للاطمئنان على صحة المرضى، وتنظيم ملتقيات مع الناس في المتنزهات والحدائق العامة، والحديث معهم عن المقاومة وإنجازاتها خلال الأيام الماضية، وكسب مزيد من التفاف الناس حولها.