قائمة الموقع

مكتوب: مهرجان الانطلاقة.. مبيت وتسابق نحو فقرات العرس

2018-12-17T11:16:20+02:00
مهرجان الانطلاقة
الرسالة نت - أحمد أبو قمر

منذ عصر السبت، بدأ المشاركون في مهرجان انطلاقة حركة حماس الواحد والثلاثين الواقع في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، بالتوافد تدريجيا، وكأن المهرجان سيبدأ بعد ساعتين، وليس في اليوم التالي.

مراسل "الرسالة" الذي حضر إلى مكان الانطلاقة مساء السبت، وجد الأعداد الكبيرة التي وصلت أرض المهرجان، تردد أناشيد حركة حماس وما يشيد بالمقاومة.

عائلات بأكملها أحضرت عشاءها معها، وجلست تتسامر، وكأنها في نزهة أو رحلة برية.

في الساحات الخلفية للمهرجان، يجلس الأربعيني أبو صهيب برفقة عائلته على الأرض، في وقت متأخر، يتناولون طعام العشاء ويتبادلون أطراف الحديث.

أبو صهيب الذي اصطحب عائلته بأكملها وبعض الأغطية حتى تقيهم برد الشتاء ليلا، أصر على المبيت حتى الصباح، شوقا ليوم الانطلاقة الذي وصفه بالعرس، ويوم سرور له ولعائلته.

وفي مقدمة المهرجان، وجدنا الحاجة أم خضر التي يزيد عمرها الستين عاما، تجلس في الكراسي الأمامية، لتحجز لها مقعدا منذ المساء، وعلى جانبها غطاء صغير لوضعه ليلا مع اشتداد البرد.

أم خضر التي أصرت على حضور المهرجان وفق ما أبلغتنا به، أكدت أنها رفضت طلب أولادها بالحضور صباحا واختارت الذهاب ليلا حتى تكون في المقدمة لمشاهدة منصة المهرجان والعروض الفنية وفقرات الجوقة وغيرها من كلمات القادة.

الغريب في الأمر، أنه في الصباح الباكر، ومع حلول الساعة السادسة صباحا، الناظر للأعداد الموجود يدرك جيدا كأن المهرجان قد بدأ فعليا، فالأعداد اكتملت ولم يعد متسعا من الكراسي للأعداد التي ستلحق بالمهرجان الذي يتبقى على انطلاقته أكثر من ست ساعات.

صوت أحد القادمين من بعيد، بعد أن تفاجأ بالحضور، "كأن المهرجان قد انتهى، كنا نظن أننا بدّرنا المجيء لنلحق مكانا في الأمام، إلا أننا على هذا الوجود لن نجد مكانا نجلس فيه".

وعلى غير العادة، بدأ القائمون على الحفل مبكرا، العروض الفنية والإعلامية لتسلية الحاضرين حتى مجيء موعد الانطلاقة الذي حدده القائمون في الساعة الثانية عشر ونصف ظهرا.

تحركنا من الساحة الأمامية، إلى الشوارع المجاورة للمهرجان، والتي لا تدخلها السيارات بسبب زحمة القادمين للحفل، لنتفاجأ بالمسيرات الجماعية التي تتوافد تباعا إلى مكان المهرجان، في منظر يكتسح فيه اللون الأخضر.

تجولنا في السيارة التي وصلنا إليها بعد المسير مشيا على الأقدام لأكثر من كيلو متر، شوارع مدينة غزة، لنجد الكثير من السيارات والدراجات النارية التي تجوب الشوارع رافعة الرايات الخضراء وتطلق "زامور" السيارات، ابتهاجا بهذا الحدث.

وعلى المفترقات الرئيسية، في المناطق البعيدة عن مكان المهرجان، لا يزال الآلاف من الجماهير التي تنوي المشاركة تنتظر الباصات لنقلهم، قبل ساعة من بدء المهرجان.

ولعل المتتبع لمهرجان الانطلاقة، يجد من الفقرات الجديدة والشيقة التي لم تشهدها الانطلاقات السابقة، وهو ما وجد رضى كبيرا لدى الأنصار الذي لم يملوا رغم مبيتهم وحضورهم في أوقات مبكرة.

اخبار ذات صلة