قائمة الموقع

مكتوب: نتنياهو يتباهى بهرولة العرب للتطبيع وعزل القضية الفلسطينية

2018-12-20T17:13:20+02:00
صورة أرشيفية
غزة- محمد عطا الله

تُسارع بعض الدول العربية لاهثة نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بعد أن كان الحديث في هذا الأمر محظورا، في ظل عدم التوصل لأي حل للقضية الفلسطينية وتصاعد انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين.

يعكس ذلك حالة التباهي التي يقودها رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يصارع جاهدا لتفادي سقوط حكومته، لذا يسعى لاستعراض إنجازات بمساعدة بعض الدول الخليجية بعد تجاوزها للخطوط الحمراء بالمجاهرة في علاقتها مع الكيان الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية.

ورجّح نتنياهو في كلمة أمام سفراء الاحتلال، أن يُفضي التطبيع مع العالم العربي إلى تحقيق تسوية مع الفلسطينيين، قائلا: "نعيش عملية تطبيع مع العالم العربي من دون أن يتم تحقيق تقدم في عملية التسوية مع الفلسطينيين، وهذا في أبو ظبي وقطر يتم علانية، وأتوقع أن تسمعوا عن زيارات أخرى وتساعدوا في تنظيمها".

*******ضعف الأنظمة

ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن استمرار التطبيع العربي مع الاحتلال هو بمثابة خنجر مسموم في خاصرة القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس المصري السابق أنور السادات للكنيست في السنوات الماضية فتحت الباب أمام الدول العربية للهرولة نحو التطبيع.

ويوضح الصواف في حديثه لـ"الرسالة" أن ضعف الأنظمة العربية هو من يجعلها تحاول الوصول لكسب الرضى الأمريكي من أجل حمايتها بالمرور عبر كيان الاحتلال، وهو ما يفتح شهيتها للتطبيع.

ويؤكد أن وقف هذا الأمر يمكن أن يتم من خلال تصعيد المقاومة، مبينا أن التنسيق الأمني والتعاون مع الاحتلال يمهد الطريق أمام كل الدول العربية للتطبيع وينزع الذريعة والخجل من تلك الدول.

ويلفت الصواف إلى أن "ما جرى مؤخرا من تصعيد للمقاومة في الضفة وما سبقها في قطاع غزة يشكل حاجزا أمام التطبيع واعترف بذلك نتنياهو في حديثه الأخير".

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. صالح النعامي أن (إسرائيل) تراهن على دور موجة التطبيع في مساعدتها على تحقيق مكاسب أمنية ذات طابع استراتيجي.

ويُبين النعامي أن حكومة الاحتلال ترى أن نظام الحكم في السودان المعني بالخروج من قائمة الإرهاب الأمريكية قد يكون مستعدا ليس فقط لبناء علاقات دبلوماسية معها، بل أيضا يمكن أن يتعاون في منع حركة نقل السلاح الإيراني إلى حزب الله وحركة حماس، إلى جانب أنه قد يسمح لطائرات شركة الطيران (الإسرائيلية) "إل عال" بتقصير المسافة التي تقطعها في ذهابها وإيابها من البرازيل، في حال سمح لها بالتحليق في الأجواء السودانية.

ويوضح أن (إسرائيل) تراهن على موجة التطبيع في تحسين مكانتها الدولية من خلال زيادة الدعم لها في المحافل الأممية، سيما إحباط مشاريع القرارات والقوانين التي تستهدفها في الجمعية العامة.

ويشير النعامي إلى أن موجة التطبيع الحالية تدلل على أن (تل أبيب) تغنم مكاسب جمة بدون أي مقابل، وهو ما يعني أن التسوية الإقليمية تستحيل تدريجيا.

اخبار ذات صلة