قائمة الموقع

مكتوب: صالح البرغوثي.. وسام شرف جديد على جبين العائلة العريق

2018-12-23T06:01:14+02:00
صالح البرغوثي
الرسالة نت - رشا فرحات

ابن قرية كوبر، الذي كان يعيش حياة عادية، يدخل إلى بيته ويخرج، يذهب إلى عمله ويعود، ابن تلك العائلة التي قدمت والدا ذو تاريخ عظيم في الأسر، وعما هو عميد الأسرى الفلسطينيين، وأسرة جربت مرارة الاعتقال، حتى أصبحت هاجسا للاحتلال، مستهدفة على الدوام بصورة متعمدة.

هذا ما توحي به قصة اغتيال صالح البرغوثي، حينما اقتحمت طريقه قوة خاصة وأوقفت سيارته واختطفته عنوة من داخلها، فاقتادته إلى جهة غير معلومة حيث تمت تصفيته هناك.

 دون ضجيج، وبقلب بارد يقتل الاحتلال صالح، مخترقا كل القوانين والشرائع الدولية، ثم يتلو التهمة على جثمان الضحية وهكذا فعل، فبعدما اغتال صالح البرغوثي ألقى كذبته على مسامع الإعلام مدعيا مشاركته في عملية عوفرا.

من هول الصدمة التي هزت العائلة بكت أمه سهير البرغوثي قائلة وهي تحتضن ابنه قيس:" الله يرحمك يمه، بربي اينك بعيوني " واصفة كيف أبلغها مواطنون عن مكان سيارة ابنها بعدما تعرفوا عليه من الأوراق الثبوتية التي بقيت في سيارته.

 وتذكر أنها ربت أبناءها الخمسة في سنوات اعتقال والدهم عمر البرغوثي التي وصلت الى 25 عاما.

وقد أصدرت العائلة بيانا تؤكد فيه أن ابنها قد اغتيل بعد اعتقاله، ما يتنافى مع حقوق الأسير الفلسطيني وبناء على ذلك رفعت مذكرة إلى المؤسسات الرسمية والحقوقية للإجابة على استفساراتها، مطالبة بانتداب لجنة دولية لمشاهدة ومعاينة الجثة التي لم يعدها الاحتلال حتى اللحظة.

ورأت العائلة في بيانها أن الجريمة لم تكن تستهدف صالح فقط، بل تستهدف عائلة البرغوثي بأكملها، لأنها تشعر بأن تصرفات الاحتلال باتت ثأرية تجاه العائلة، وتتمثل بالتحقيق القاسي مع والد الشهيد الشيخ عمر البرغوثي، والتهديد باستهداف افراد آخرين من العائلة، بالتزامن مع تحريض واسع على العائلة من الإعلام الإسرائيلي، الأمر الذي بات يشكل تهديدا حقيقيا لأمنها.

تفتقد عائلة البرغوثي "صالح" الشاب المرح الضحوك الذي شارك أخوته منذ الصغر قصص اعتقالهم، وقد كانوا يتضاحكون لأنه الوحيد من العائلة الذي لم يجرب الاعتقال، وها هو يستشهد دون أن يشاركه أحد قصته، يعرف الحي كله والده عمر وعمه نائل، سليلا عائلة التضحيات الطويلة.

بدوره قال مدير مؤسسة الحق، شعوان جبارين إن مؤسسة الحق لديها أسئلة لم يتم الإجابة عنها حتى الآن بصورة نهائية، حول استشهاد صالح البرغوثي، مطالباً سلطات الاحتلال بالكشف عن وضعه إن كان مستشهداً، وتسليم جثمانه لإجراء الكشف الطبي الشرعي.

وأشار جبارين إلى أن مؤسسة الحق بصدد إرسال رسالة لمنظمة الصليب الأحمر؛ لمطالبتها بالاتصال مع سلطات الاحتلال، للكشف عن مصير جثة البرغوثي.

ولم تنته مأساة عائلة البرغوثي إلى هنا، فالاحتلال ما زال مصرا على إسقاط عنصريته على العائلة، حيث أخذت فجر الأربعاء، قياسات هندسية لمنزل شقيق الشهيد، المطارد عاصم عمر البرغوثي (30 عاماً) والذي تتهمه بالمشاركة في العملية تمهيداً لهدمه.

كما اعتقلت والده عمر وشقيقه عاصف، وأبلغت العائلة رسميا بأنها ستهدم بيتهم في أي وقت، فأي حياة تحياها عائلة البرغوثي؟!

اخبار ذات صلة