تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع لاستعدادات قوات الأمن والجيش السودانيين في العاصمة الخرطوم، في مقابل دعوات "الموكب الجماهيري" الذي أطلقه نشطاء أمس للتوجه إلى القصر الجمهوري وتسليم الرئيس عمر البشير مذكرة تطالبه بالتنحي.
وكان ما يعرف بـ"تجمع المهنيين السودانيين" دعا إلى المشاركة في ما سماه "الموكب الجماهيري" إلى القصر الرئاسي، لـ"تسليم مذكرة لرئاسة الجمهورية تطالب بتنحي الرئيس فورا".
وتظهر في أحد المقاطع عشرات السيارات العسكرية رباعية الدفع، المحملة بأعداد كبيرة من الجنود، وسط الخرطوم، وهي تتجه إلى الموقع المقرر لانطلاق المسيرة الجماهيرية. وأغلقت قوات الجيش طرقا رئيسية، من أجل مرور العربات المحملة بالجنود.
وفي صور أخرى تناقلها نشطاء، يظهر انتشار عناصر قالوا إنهم "قناصة"، على أسطح عدد من البنايات، فضلا عن تجمعات لآليات مصفحة لقوات الأمن، في أحد المراكز استعدادا للتعامل مع المسيرات المتوقعة اليوم.
وفي لقطات أخرى قال نشطاء سودانيون إن الأمن أغلق المداخل المؤدية إلى ميدان أبو جنزير، المقرر أن ينطلق منه "الموكب الجماهيري".
وبثت مغردة سودانية صورا قالت إنها لإغلاق قوات الأمن الطرق المؤدية للقصر الجمهوري.
وتظاهر العشرات من طلبة كلية الطب في جامعة بورتسودان ورفعوا لافتات منددة بالظروف التي تمر بها البلاد.
يأتي ذلك في ظل زيارة قام بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى مدينة مدني عاصمة ولاية الجزيرة.
من جانبها أحصت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان مقتل 37 من المتظاهرين برصاص قوات الأمن السودانية خلال خمسة أيام من الاحتجاجات على غلاء المعيشة.
انطلقت الاحتجاجات الغاضبة التي عمت العديد من المدن السودانية في 19 كانون الأول/ديسمبر إثر قرار الحكومة زيادة سعر الخبز ثلاث مرات في بلد يعاني من الركود الاقتصادي.
وقال مسؤولون وشهود، إن ما لا يقل عن ثمانية أشخاص قتلوا في هذه التظاهرات، ستة في القضارف شرق البلاد، واثنان في عطبرة في الشرق أيضا، خلال اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب. لكن مصادر أخرى تحدثت عن حصيلة أكبر.
وقدر زعيم حزب الأمة الرئيسي المعارض الصادق المهدي أن العدد يصل إلى 22 قتيلاً، وشجب "قمع الجيش" للتظاهرات.
وفي بيان صدر مساء الاثنين، أفادت منظمة العفو الدولية بأن "37 متظاهراً قتلوا برصاص قوات الأمن خلال خمسة أيام من الاحتجاجات المناهضة للحكومة".
وقالت سارة جاكسون مساعدة مدير المنظمة غير الحكومية لمنطقة شرق أفريقيا والبحيرات الكبرى والقرن الأفريقي: "إن واقع استخدام قوات الأمن للقوة المميتة دون تمييز ضد المتظاهرين العزل هو أمر مقلق للغاية".
ودعت المنظمة السلطات إلى "وضع حد لاستخدام القوة المميتة وتجنب إراقة المزيد من الدماء بلا طائل".