قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: تبكير الانتخابات الاسرائيلية تضع الفلسطينيين أمام شهور حاسمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غزة- الرسالة

لم يخرج اعلان الاحتلال الإسرائيلي حل الكنسيت وتبكير الانتخابات العامة في دولة الاحتلال إلى شهر أبريل/ نيسان المقبل عن المتوقع، فقد كانت تشير المستجدات الأخيرة إلى قرب انهيار الائتلاف الحكومي نتيجة الخلافات الحادة بين اقطاب الحكومة خاصة عقب استقالة وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان.

انهيار الائتلاف يعني بالضرورة "إنهاء الحكومة الأسوأ في تاريخ (إسرائيل)، لكن في المقابل فإن المنتظر ليس بالضرورة أفضل منها، في ظل ما تشير اليه نتائج استطلاعات الرأي التي ما زالت تعطي رئيس حكومة الاحتلال الحالي بنيامين نتانياهو أغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة.

وعلى مدار تاريخ الاحتلال والصراع الفلسطيني (الإسرائيلي) لطالما شكلت الفترات والمراحل الانتقالية بين الحكومات والانتخابات فرصة للدعاية الانتخابية التي تأتي على حساب الدم الفلسطيني، صحيح أن هذه المعادلة تغيرت في الوقت الراهن لأسباب كثيرة لكنها لا تلغي حساسية الوقت وخطوة الشهور القادمة، وهو ما يطرح تساؤل حول تأثير تبكير الانتخابات على الوضع الفلسطيني الذي يعيش حالة توتر وضغط.

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر كتب حول هذه القضية قائلاً "يعلم الإسرائيليون تماما، وأقصد صناع القرار، الذين يشكلون حكومة تسيير أعمال أن ثمن الذهاب إلى مغامرة عسكرية مع الفلسطينيين، وتحديدا في غزة، قد يرتد بصورة عكسية على من يبادر إليها، فالمسألة لم تعد نزهة نهاية الأسبوع فقط، فالمقاومة فضلا عن امتلاكها قدرات كبيرة عسكرية وتسلّحية، بات لديها نضوج أكبر، وتفهم عن قرب طبيعة تشكل الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية، وهو ما ثبت في جولات تصعيدية أخيرة".

واعتبر ان الترجيح المنطقي العقلاني يقول إن (إسرائيل) ستحافظ على الأمر القائم على حدود غزة إلى حين إجراء الانتخابات، فلا يحدث تصعيد عسكري كبير يؤدي إلى حرب ستكون صورها ومشاهدها التدميرية في الداخل الإسرائيلي أسوأ دعاية انتخابية أمام الناخب الإسرائيلي.

وأضاف: ولا إبرام تهدئة طويلة الأمد تجعل المعارضة الإسرائيلية تزاود على الحكومة الحالية بأنها اتفقت مع حماس التي تدعو للقضاء على (إسرائيل)، متسائلاً "هل تصمد هذه المراوحة إلى أبريل القادم؟

ورغم حساسية الأيام القادمة نتيجة تعميق الأزمة الفلسطينية الداخلية بعد قرار حل التشريعي والإجراءات التي من المتوقع اتخاذها ضد غزة، بالتزامن مع مماطلة الاحتلال في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والتي ستزيد من سخونة الأوضاع ما يشي بأننا امام مرحلة بالغة الخطورة وسريعة الاشتعال.

الكاتب والمحلل السياسي سفيان أبو زايدة قال: "الأيام القادمة التي تسبق الانتخابات ستكون غاية في الحساسية، فـ(إسرائيل) لم تختلف كثيرا عما سبق سوى ان الجمهور أصبح أكثر تطرفا مما كان عليه في السابق وبالتالي سيتم استغلال اي حدث سواء كان في غزة او الضفة بما يخدم المعركة الانتخابية".

وأشار إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن نتنياهو وسياسته سيتم مهاجمتها سواء من اليمين او اليسار الذين يتهمونه بأنه متخاذل في تعامله مع غزة، خاصة ليبرمان الذي حرص على أن يدخل هذه الانتخابات وهو مستقيل من منصبه كوزير للجيش وكذلك نفتالي بينت الذي يتصارع مع نتنياهو على اصوات اليمين والذي هاجم نتنياهو اكثر من مره على سياسته الامنية، فأن نتنياهو سيتعامل بحساسية مفرطة في فترة الانتخابات لأي تطورات من غزة.

وشدد على أن الوضع في غزة بغض النظر عن أجواء الانتخابات حساس وقابل للانفجار، لاسيما ان الجمعة الاخيرة تركت خلفها خمسة شهداء وعشرات الجرحى وتبع ذلك تهديدات للفصائل بالرد.

واعتبر ان ما يزيد من الوضع حساسية هو تداعيات الوضع الفلسطيني الداخلي بعد قرار المحكمة الدستورية حل المجلس التشريعي والتي تبعها قرار عباس بإجراء الانتخابات خلال ستة شهور، وهنا تخوف اسرائيلي ان تكون هناك خطوات اضافية تزيد من عمق الازمة الانسانية في غزة مما سيؤدي بالضرورة الى التأثير بشكل مباشر على الوضع الامني

البث المباشر