استعرض قائد حركة "حماس" في الخارج ماهر صلاح، أهم التحديات والملفات التي تواجه حركته والقضية الفلسطينية في عامها الجديد، مشددًا على خيار الحركة في استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام؛ رغم تعنت رئيس السلطة محمود عباس ورفضه إنهاء الانقسام.
وقال صلاح لـ"الرسالة نت" "يبدو أنّ المصالحة في عهد عباس غير ممكنة، مع تأكيدنا أن الانقسام ليس في مصلحتنا كفلسطينيين".
وأكدّ أن "الحركة ورغم حرصها على المصالحة إلا أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي أو على محطات الانتظار، مشيرا إلى أنها تعمل بصورة حثيثة لكسر الحصار ضمن كل الأدوات والإمكانيات الممكنة".
وأشار صلاح إلى الجهود المصرية الحثيثة الرامية لإنهاء الانقسام وكسر الحصار عن غزة، مشيرا إلى استمرار التواصل بين قيادة الحركة ومصر، "وستكون زيارة القاهرة المحطة الأولى في الجولة المنتظرة، حيث ستبحث العلاقات الثنائية معها وجهود التهدئة واستعادة اللحمة الوطنية".
وكشف قائد حماس بالخارج عن أن موعد زيارة رئيس الحركة سيكون قبل منتصف الشهر الجاري.
وكانت الحركة قد كشفت عن دعوة لرئيس الحركة إسماعيل هنية لزيارة موسكو، ويجري الترتيب لها إضافة لزيارة عدد من الدول الأخرى في جولته المرتقبة.
قيادة الحركة تتابع خطوات إضافية متعلقة بالتسهيلات لمشاريع الإعمار والتشغيل
ونوه بأن التضحيات العظيمة التي قدمها الفلسطينيون في القطاع في مسيرات العودة أثمرت خطوات عملية نحو كسر الحصار أو تخفيفه على الأقل، مشيرا إلى الجهود الأممية والدعم القطري "رغم غدر الاحتلال" إلا أن قيادة الحركة تتابع عن كثب خطوات إضافية متعلقة بالتسهيلات لمشاريع الأعمار تستوعب أيدي عاملة إضافة لرواتب الموظفين ومحطة الكهرباء.
ملفات على الطاولة
وأشار صلاح إلى خيارات الحركة وملفاتها في الذكرى الواحدة والثلاثين لانطلاقتها التي أحيتها قبل أسابيع قليلة، مبينًا أن الحركة تعرضت لعديد الصعوبات منذ انطلاقتها، "فهي كحركة وقيادة موزعة بين أقطار متباعدة، وعملت في بيئة سياسية وأمنية غاية في التعقيد، ما شكل لها تحديا وفي الوقت ذاته فرصة كبيرة لجمع قدرات وخبرات متنوعة".
وشدّد على أن الحركة أصبحت بفضل هذا التلاحم "قوة غير قابلة للسحق والمحاصرة"، ونجحت أن تكون جسرًا بين الأمة العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية، مشيرا الى أن شعوب الأمة شكلت حاضنة للقضية من خلال إمدادها بالخبرات والتقنيات والمال.
ولفت إلى الخطر الصهيوني المستند على الدعم الاستعماري الغربي في مواجهة أقطار الأمة من خلال "المستويات الأمنية والإعلامية والقانونية والثقافية والشعبية".
لقاء حصل بين مسؤول عماني كبير وقيادة الحركة وأعلنا رفضنا لزيارة نتنياهو
وتطرق قائد حماس بالخارج إلى الدور الذي يلعبه الفلسطينيون في الشتات وفي مقدمتهم حماس لدعم القضية الفلسطينية وجلب التأييد والحشد الدولي والعالمي، مشيرا إلى العقبات التي اعترضت الحركة في علاقاتها الإقليمية والدولية مؤخرا.
وكشف صلاح عن جملة من المواقف والاتصالات الغربية والعربية مع الحركة مؤخرا، "فقد زارت عديد الدول خلال العام الأخير، كمصر وقطر وتركيا وإيران ولبنان والمغرب وموريتانيا والجزائر مرورا بجنوب أفريقيا وماليزيا وليس انتهاءً بالزيارة المرتقبة لروسيا"، وفق قوله.
يشار إلى أن وفدًا من الحركة برئاسة الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي للحركة كان قد زار موسكو العام الماضي.
وأوضح صلاح الأسباب التي حالت دون تمدد هذه الاتصالات في ضوء انحسار موجة الربيع العربي، "فهناك عديد الدول لم يعد بالإمكان زيارتها أو إقامة علاقة منتظمة معها في ضوء الأحداث التي تعيشها تلك الدول".
لقاء عماني
وكشف قائد حماس في الخارج عن لقاء حصل بين مسؤول عماني كبير مع قيادة الحركة، "حيث جرى التأكيد على رفضنا استقبال نتنياهو لأنه شكل ربحًا كبيرا للأخير وخسارة للموقف العربي، إضافة إلى أن هذا الموقف لا يليق أساسا بالدور العماني المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية".
دعم طهران لفلسطين والمقاومة مستمر على مختلف المستويات
وعلى مستوى العلاقة مع المسؤولين الأوروبيين، كشف عن عديد الاتصالات التي تجري بين الحركة ومسؤولين سابقين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، "وجميعهم يؤكدون لنا أن هذه الاتصالات تتم بمعرفة وزارات خارجية بلادهم، إذ ينسقون معها المواقف والعناوين، وعندما تغادر هذه الوفود تقدم تقارير واضحة لبلادها حول نتائج الزيارات".
وأضاف: "المسؤول الغربي الرسمي لا يمكنه أن يقابل حماس علنا، نظرًا للقيود القانونية المفروضة بفعل توصيف الحركة ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية والأوروبية".
وأكدّ صلاح أن الحركة تسعى لخرق الطوق الدولي المفروض عليها، "لكن دعونا نؤكد أن إمكانياتنا محدودة مقارنة بالمتاحة للآخرين، وفي مقدمتهم واشنطن للضغط على الدول من أجل محاربتنا ومواجهتنا".
ولفت صلاح الى الدور الروسي بالمنطقة، في ضوء الترتيبات للزيارة المرتقبة لوفد الحركة إلى موسكو منتصف الشهر الجاري، متابعًا: "الموقف الروسي كان واضحا في الأمم المتحدة برفضه توصيف حماس حركة إرهابية، وهي مهمة في التوازن الدولي لمصلحة القضية".
وذكر أن الحركة حريصة على فتح قنوات التواصل مع مختلف الدول في كل قارات العالم؛ "لكن ضمن ما تستطيعه من إمكانيات وقدرات وفي ضوء ما يمكنها مواجهته من الحرب والحصار السياسي الدولي المفروض عليها".
وتابع: "حريصون على التنسيق مع مختلف المؤسسات الفلسطينية والعربية ونستمع للجميع".
وعرّج قائد حماس بالخارج على الموضوع السياسي المتعلق بصفقة القرن، "التي تحمل 4 عناوين وهي القدس التي يسعى ترامب للانتهاء منها بإعلانها عاصمة للاحتلال، وموضوع اللاجئين وحق العودة، وإنشاء دولة في غزة ومناطق متفرقة بالضفة، إضافة لإعادة ترتيب منظومة الأصدقاء والأعداء بالمنطقة، بحيث تجعل (إسرائيل) صديقا وإيران عدوا وهذا ما ينبني عليه التطبيع.
**العلاقة مع سوريا وطهران
وعن تطورات العلاقة مع سوريا، أكد أن حركته اختارت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأحداث النأي بالنفس عن أي صراعات عربية داخلية، "فالتجربة أثبتت أن الولوج في الصراعات العربية مضر بالقضية الفلسطينية وسيعود بالبلاء عليها".
وذكر أن الحركة كانت حريصة على حماية الوجود الفلسطيني ورفض التدخل في الصراعات الداخلية، "ونحن حريصون على علاقاتنا مع جميع الدول العربية وتحديدا دول المواجهة والطوق في سياقها الزمني الصحيح".
وأشار أخيرًا إلى تطورات العلاقة مع طهران، مؤكدًا أنها تجاوزت مرحلة الفتور، واستمرار دعم إيران لفلسطين والمقاومة على مختلف المستويات.