صرّح مستشار الأمن القومي للرئيس البرازيلي الجديد، جائير بولسونارو، بأنه لم يتحدد بعد موعد نقل سفارة البرازيل في إسرائيل من تل ابيب إلى مدينة القدس المحتلة، فيما أكد أن هناك نية واضحة للقيام بذلك.
وأضاف الجنرال المتقاعد بالجيش، أوغستو هيلينو، متحدثا في العاصمة برازيليا أن هناك، مع ذلك، اعتبارات أخرى ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار، وألمح إلى أن "الرئيس بولسونارو لم يحسم أمره بهذا الشأن"، خلافا لتصريحات سابقة نقلت عن الرئيس اليميني المتطرف ذو الخلفية العسكرية.
وتابع هيلينو أنه لا يعتقد بأن البرازيل ستواجه أي مشكلات مع الدول العربية التي تعارض مثل هذه الخطوة، وتعد من المشترين الرئيسيين لصادرات اللحوم البرازيلية.
يأتي ذلك على ضوء العلاقات الاقتصادية الواسعة بين العالم العربي والبرازيل والتبادل التجاري الذي وصل إلى 20 مليار دولار خلال العام الماضي، وسط مساع برازيلية إلى عدم تراجعها عن كونها أكبر مصدر للمواد الغذائية إلى الدول العربية، ودعوات لفتح مجالات واسعة للاستثمار والتعاون المشترك.
في حين تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى تطوير وتوسيع العلاقات الاقتصادية مع دول أميركا الجنوبية عموما، وعلى رأسها البرازيل، إذ بلغت قيمة التبادل التجاري بين إسرائيل والبرازيل عام 2016 حوالي 1.12 مليار دولار، وصدرت إسرائيل بين الأشهر كانون الثاني/ يناير وحتى أيار/ مايو 2017، بضائع بقيمة 288 مليون دولار، في ارتفاع بلغ حوالي 31% مقارنة بنفس الفترة من العام 2016، في آخر معطيات رسمية نشرتها وزارة الصناعة والاقتصاد الإسرائيلية.
نتنياهو: نقل السفارة مقابل بيع طائرات مسيرة للبرازيل
وذكرت تقارير صحافية إسرائيلية، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سعى خلال زيارته للبرازيل إلى إقناع بولسونارو، بأن ينقل سفارة بلاده إلى القدس، وفي المقابل تزود إسرائيل البرازيل بخبرات ومعلومات وعتاد في مجال الأمن الداخلي.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، أول أمس، الثلاثاء. عن مسؤول سياسي إسرائيلي يرافق نتنياهو في زيارته للبرازيل، قوله إن إسرائيل بحثت مع لبولسونارو بيع البرازيل طائرات مسيرة صغيرة وكبيرة، وأن إسرائيل لن تقيد البرازيل باستخدام هذه الطائرات في المجال المدني، مثل الشرطة. وقال المسؤول نفسه إنه "تحدث في البرازيل جرائم قتل أكثر من إسرائيل بثلاثين مرة".
نقل السفارة للقدس المحتلة "مسألة وقت"
وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة قد نقلت، الأحد الماضي، عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله إن بولسونارو أبلغ نتنياهو، أن نقل سفارة بلاده إلى القدس "مسألة وقت".
وذكرت القناة أن بولسونارو، قال لنتنياهو إنه "يتعرض لضغوط من الدول العربية للامتناع عن القيام بذلك"، وبحسب المسؤول الإسرائيلي، الذي لم تكشف القناة هن هويته، فقد قال الرئيس البرازيلي المنتخب لنتنياهو، خلال اجتماعهما، الجمعة، في العاصمة الرازيلية خلال مراسم التنصيب الرسمية لبولسونارو، إنه "لم يتراجع عن وعده خلال حملته لنقل السفارة البرازيلية من تل أبيب إلى القدس".
وأضاف المصدر أن "بولسونارو أكد لنتنياهو أن السؤال ليس ما إذا كانت السفارة البرازيلية ستنقل إلى القدس، وإنما متى سيتم ذلك"، وأشار الرئيس البرازيلي إلى أنه "يخضع لضغط من قبل الدول العربية بعدم نقل السفارة إلى القدس".
قلق على تأثر الصادرات البرازيلية للدول العربية
كما أعرب الرئيس البرازيلي عن قلقه إزاء تأثر صادرات بلاده إلى الدول العربية والتي تقدر بمليارات الدولارات، وأنها قد تتعرض للضرر حال نقل السفارة إلى القدس.
وقال بولسونارو، وفقًا لمزاعم مصدر القناة العاشرة، إن مسؤولين أمنيين برازيليين حذروه من أن نقل السفارة يمكن أن يؤدي إلى تنفيذ هجمات من قبل الجماعات الإسلامية ضد أهداف برازيلية.
وأشارت القناة إلى أن لبولسونارو أوضح أنه منذ قامت كلٌ من الولايات المتحدة وغواتيمالا بنقل سفارتيهما إلى القدس المحتلة، لم تنفذ ضدهما هجمات إرهابية من قبل "داعش" أو منظمات أخرى.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وعد بولسونارو، خلال حملته الانتخابية، بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.
وقد لاقى وعد بولسونارو رفضًا فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا، ودعت كل من السلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، البرازيل إلى التراجع عن هذا القرار، فيما أوعزت الجامعة العربية إلى السفراء العرب لدى البرازيل التحرك دبلوماسيًا وسياسيًا لإبلاغ رسالة الجامعة بهذا الخصوص.