بعد تصريحات الخارجية الأمريكية

فتح بدأت تشعر بـ"خازوق" المفاوضات!

الرسالة نت-كمال عليان

"بالتقسيط الممل"، بدأ حجم المأزق الذي وضعت سلطة فتح نفسها فيه، يظهر شيئاً فشيئاً حتى قبل أن تبدأ تلك المفاوضات التي قررتها واشنطن وأعلنت عنها الرباعية الدولية في الثاني من الشهر القادم.

ورغم تمسّك سلطة فتح المستمر بما أسمته ضرورة تجميد الاستيطان الإسرائيلي للمشاركة في هذه المفاوضات، حافظت الولايات المتحدة على موقف غامض من مطلب السلطة، وما إن وجدت نفسها بحاجة لإجلاء بعض هذا الغموض حتى خرج المتحدث باسم الخارجية الأميركية ليعلن أن مسألة الاستيطان وتجميده المؤقت، وليس الدائم هو أحد الموضوعات المطروحة للنقاش، رافضاً تأييد هذه المسألة، بل دعا سلطة فتح و(إسرائيل) إلى بذل ما بوسعهما لإيجاد ما أسماه المتحدث الأميركي "بيئة تسمح باستمرار المفاوضات بشكل بنّاء". ‏

مراقبون  اعتبروا أن تصريحات "كراولي" تمثل حقيقة الموقف الأميركي الذي سيظهر تباعاً مع انطلاق المفاوضات المباشرة، مؤكدين في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن إدارة أوباما تراجعت عن مواقف سابقة بشأن ضرورة تجميد الاستيطان الإسرائيلي.

ضعيف الشخصية

وأكد المختص في الشئون الإسرائيلية ناصر لحام أن نتنياهو سيبحث عن حل وسط مثل تجميد الاستيطان في المستوطنات البعيدة والعشوائية وبقائه في المستوطنات الكبيرة التي لا يمكن التنازل عنها في أي عملية تسوية قادمة وخصوصا مستوطنات القدس المحتلة.

واعتبر أن ذلك سيرضي الولايات المتحدة والجمهور الصهيوني وحتى الأمة العربية "وسيقولون عنه رجل سلام وعدالة".

واستبعد المختص في الشأن الصهيوني أن يستقيل وزير الخارجية الصهيوني "أفيغدور ليبرمان" احتجاجا على ذلك، معتبرا أن هذه الأنباء هي مسرحية كان الاحتلال سيستخدمها أمام العالم ولكن وسائل الإعلام كشفتها.

ولم يخف لحام أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خذل العالم العربي والإسلامي بتصرفاته الأخيرة وانحيازه للجانب الإسرائيلي، واصفا إياه بضعيف الشخصية أمام اللوبي الصهيوني، "وأكبر دليل على ذلك التصريحات الأخيرة للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية".

وكان "كراولي" لفت إلى أن الولايات المتحدة تأخذ في الاعتبار المطالب الفلسطينية بوقف أنشطة الاستيطان الإسرائيلي، دون أن يذكر كلمة واحدة عن تأييده لهذه المواقف، في أشارة منه إلى استمرار الاستيطان رغم مزاعم المفاوضات المباشرة.

وبالمقابل وإزاء تجاهل الإدارة الأميركية لمواقفها القديمة، لم تجد سلطة فتح طريقة لتفادي إراقة مزيد من ماء وجهها سوى تذكير هذه الإدارة بمواقفها حيث اضطر كبير المفاوضين الفتحاويين صائب عريقات إلى تلاوة رسالة قال فيها: "إن أوباما كان وجّه رسالة إلى السلطة في تموز الماضي تتحدث عن استعداد الإدارة الأميركية لمساعدة الفلسطينيين بعد قبولهم دخول المفاوضات المباشرة". ‏

أي مرجعيات تلك؟

وبدوره قال عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي :" عباس تعهد بعدم الذهاب إلى المفاوضات بعد مؤتمر أنابوليس في ظل استمرار الاستيطان ولكنه ذهب، وها هو الآن يستعد لشد الرحال إلى واشنطن الأسبوع المقبل دون تلبية أي من شروطه".

واستغرب عطوان في تصريحات له من أن عباس يطالب بمرجعية للمفاوضات الذاهب إليها، وهو في الأساس بلا مرجعية، "وان كانت هناك واحدة، فهو لا يحترمها، ولا يحترم أعضاءها، ولا قراراتها"، مبينا أن الموافقة على المفاوضات جاءت بدون إجماع وطني.

وأضاف:" إذا كان عباس لا يحظى بدعم الجبهتين الشعبية والديمقراطية، وحزب الشعب الفلسطيني، وبقايا جبهتي التحرير العربية، والفلسطينية، علاوة على فصائل دمشق العشرة، ومن بينها حماس والجهاد الاسلامي، والقيادة العامة، ومعظم حركات المقاومة في قطاع غزة، وفوق هذا وذاك المنتدى الاقتصادي الفلسطيني (الكومباردور او نادي رجال الاعمال) فمن الذي يحظى بدعمهم اذن؟ ويذهب لتمثيلهم في هذه المفاوضات؟

ووافقه الرأي الكاتب والمحلل السياسي نعيم بارود الذي أكد أن عودة عباس هذه المرة للمفاوضات المباشرة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي  جاء نتيجة ضغوطات أمريكية وعربية، واصفا عودته للمفاوضات بأنها هرولة هزيلة سيعود في نهايتها بخفي حنين.

ويجدر الإشارة إلى أن حكومة "نتنياهو" المتطرفة مازالت تواصل إجراءاتها لفرض الأمر الواقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر مواصلة خططها الاستيطانية وممارساتها العدوانية بحق الفلسطينيين بهدف تهجيرهم والاستيلاء على بيوتهم وأراضيهم في الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 وهو الأمر الذي رأت فيه حركة حماس دليلا واضحا أن المفاوضات لن تجدي نفعا للشعب الفلسطيني بل ستضر به. ‏

 

البث المباشر