بالرغم من المعارضة الشعبية والفصائلية

فتح لا تشعر بالحرج من لهثها وراء المفاوضات..!

                             فتح: الحرج عندما لا تفضي المفاوضات إلى نتائج

                             حماس: يجب أن يخرجوا من الحياة السياسية

                            الشعبية: لم تجر مراجعة شاملة لمسار المفاوضات

                            الجهاد:فتح رهنت نفسها بموقف السلطة

الرسالة نت-فايز أيوب الشيخ

تخلت سلطة فتح وقائدها محمود عباس عن ما صدعوا به عقول الفلسطينيين بأنه "لاعودة إلى  المفاوضات مع الاحتلال إلا بوقف الاستيطان".

وسقطت المراهنة الفتحاوية على ثبات عباس على موقفه و اشتراطاته التي كان  يرددها في كل محفل جماهيري أو منبر إعلامي، وخاصة مع تصاعد عمليات التهويد والاستيطان و جرائم الاحتلال.

يذكر أن عباس أعلن عزمه استئناف المفاوضات بشكل فوري مع الاحتلال، بعد أن تراجع عن مطلبه القاضي بوقف الاستيطان , وبغطاء من لجنة المتابعة العربية.

دون قناعة بالنجاح

وأكد القيادي بحركة فتح قدورة فارس، أن استئناف المفاوضات غير المباشرة يأتي من جانب عباس ربما "دون قناعة الأخير بنجاحها وأنها لن تفضي إلى شئ"، مستنداً  في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى قناعة الشعب الفلسطيني بأن حكومة نتنياهو الحالية لن تقدم شيئاً للفلسطينين سواء بالمفاوضات المباشرة أو غير المباشرة.

واعتبر فارس أن عباس أراد من وراء إعلانه استئناف المفاوضات أن يرفع الحرج والمسئولية عن كاهله وألا يظهر بأنه يعطل عملية السلام، معتبراً أن الغطاء العربي لن يقدم أو يؤخر شيئا.

فيما دعا القيادي في حركة فتح نبيل عمرو، إلى عقد جلسة طارئة للمجلس المركزي قبل  الدخول في المفاوضات غير المباشرة، معتبراً أن الغطاء العربي ليس كافياً ولا بد أن يسبقه قرار فلسطيني أو أن يصادق عليه من قبل المجلس المركزي.

وكانت لجنة المتابعة العربية التي تضم 18 دولة عربية أيدت السبت الماضي إطلاق مفاوضات غير مباشرة بين سلطة فتح والكيان الصهيوني بوساطة أمريكية لمدة أربعة شهور لتحريك عملية "التسوية" المتعثرة منذ كانون الأول/ديسمبر 2008.

الحرج الحقيقي بالفشل

أما نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح صبري صيدم، فقد اعتبر هو الآخر في حديثه لـ"الرسالة نت"،  أن الحرج الحقيقي سيكون عندما لا تفضي  هذه المفاوضات غير مباشرة إلى نتائج وتُحبط فيها الإدارة الأمريكية.

وأشار صيدم إلى أنهم في حركة فتح بانتظار عودة عباس من الخارج حتى تلتئم قيادة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح وتناقش كل تداعيات الموقف وتتخذ القرار النهائي المتعلق بالعودة للمفاوضات غير المباشرة.

وبين  أن موقفهم  مستند إلى  لجنة المتابعة العربية والتزامهم الكامل بالمبادرة العربية، حيث أن هذا الموقف سيكون المصوغ الرئيس لدراسة الموضوع بايجابية، حسب رأيه.

واعتبر صيدم أن حركة فتح ليست المؤسسة التي تدير المفاوضات وأن من يدير دفة المفاوضات هي  منظمة التحرير، ولكنة أشار إلى أن زيارة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل الأخيرة نقل خلالها لعباس مجموعة من الضمانات الأمريكية خاصة بما يتعلق بالالتزام برؤية الدولتين والتأكيد على "إسرائيل" بأنها لن تبني وحداتها الاستيطانية في القدس، إضافة إلى  مجموعة من الإجراءات التي من شأنها الحد من الموقف الإسرائيلي الذي يمعن في بناء المستوطنات وعدم اتخاذ "إسرائيل" إجراءات تخرق الجهود السلمية.

وتابع:"نقول بكل صراحة أن الشارع الفلسطيني قد مل الشعارات والخطب ويحتاج الآن أفعال ، ولا سيما أننا لا نتحدث عن فترة طويلة وإنما فترة شهرين أو ثلاثة يكون هناك فيها مجموعة من النتائج على الأرض ".

وحول ذهاب حركة فتح إلى المفاوضات منفردة، قال:" يذكر العالم بأن الفلسطينيين ليسوا كلهم مجموعون على موقفهم من العملية السلمية وخاصة بعد التجارب الأخيرة التي عشناها خلال السنوات الماضية".

طعنة في الظهر

من جهته اعتبر القيادي بحركة حماس النائب يحيى موسى، قرار العودة إلى استئناف المفاوضات سواء على مستوى الجامعة العربية أو على مستوى حركة فتح " يمثل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني ويعتبر خطيئة كبرى في الوقت الحالي".

 وعلل موسى موقف حركته لـ"الرسالة نت"،  بأن ذلك يعطي مؤشراً وقراءة لنتاجات هذا التفاوض بأنه تفاوض يقوم على الاستسلام للشروط الصهيونية ويقوم على التراجع عن ما طُرح من اشتراطات فلسطينية.

وشدد على أن التفاوض في هذه المرحلة الحرجة يضر بالقضية الفلسطينية في الحاضر والمستقبل، على اعتبار أنه ليس هناك أي شريك ولا أي امكانية للتعاون أو الاتفاق مع العدو الصهيوني الذي يستمر في الاستيطان والتهويد للمقدسات .

وأشار إلى أن السلوك السياسي بالعودة للمفاوضات "سلوك لا معنى له وهو خيار عدمي يستهتر بمصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية"، مؤكداً أن من يغامرون الآن بمستقبل الشعب الفلسطيني وبثوابته الوطنية " ليسوا أهلاً لا للمسئولية ولا لقيادة الشعب وآن الأوان أن يخرجوا من الحياة السياسية وأن يتركوا للشعب يتدبر أمره ويقود قضيته الوطنية بعيداً عن المقامرات السياسية المتكررة والمستمرة أكثر من عشرين عاماً".

وأشار موسى إلى أن فتح لم يعد لها وجود ووزن وأصبحت مختطفة من قبل فريق ضحى بتاريخها ومبادئها وأساليبها في النضال، لافتاً الى أن الدور الكبير والعظيم الذي لعبته حركة فتح في التاريخ الفلسطيني لم يعد قائماً.

وتمنى موسى  أن تعود فتح الى عهد ما بدأت عليه لأن هذا سينهي الانقسام في الساحة الفلسطينية ، داعياً الحركة لطرد من أسماهم الخبيثين من صفها وتعود إلى تألقها كما كانت حركة تحرر وطني وأن يعود الاعتبار للميثاق الوطني الفلسطيني وأن يعود الاعتبار لمنظمة التحرير التي كانت في يوم من الأيام قائدة للتحرر الفلسطيني.

مراجعة سياسية شاملة

من جهته أوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، أنه بالرغم من أن قرار السلطة والمنظمة بالعودة إلى استئناف المفاوضات يستند أولاً لقرار لجنة المتابعة العربية من جهة وإلى تأمين قرار الأغلبية من أعضاء اللجنة التنفيذية من جهة أخرى، لكنه في الجوهر لم تجري مراجعة جدية وشاملة بكل مسار المفاوضات السابقة والنتائج التي ترتبت عليها.

وشدد في حديثه لـ"الرسالة نت"، على أن عدم إجراء مراجعة شاملة لمسار المفاوضات "يؤشر إلى أن من هم مقتنعين بخيار المفاوضات لا زالوا يودون السير في هذا الطريق"، مؤكداً على ضرورة العمل على بناء إستراتيجية مغايرة للإستراتيجية القائمة يكون أحد مكوناتها استخدام كل وسائل مقاومة الاحتلال.

وأكد على أهمية السير بالعلمية السياسية ضمن الإستراتيجية المحددة وممارسة كل الضغوط من أجل السير في هذه العملية السياسية، مضيفاً:" وإذا لم ننجح في ذلك فإن أمامنا خيارات أخرى يجب أن تكون حاضرة وألا يكون خياراً واحداً طاغياً على حساب الخيارات الأخرى التي يجب حاضرة في مواجهة الاحتلال".

فتح مرهونة بالسلطة

أما القيادي بحركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر حبيب، فلم يعف حركة فتح من مسئوليتها في اللهث وراء المفاوضات العبثية، موضحاً  أن حركة فتح هي من رهنت نفسها بموقف السلطة في رام الله المنحاز دائماً لخيار استئناف المفاوضات، مضيفاً:"ذلك مشروع السلطة الذي تحميه فتح بالأساس".

وشدد لـ"الرسالة نت"، أن هذا الموقف يضر بحركة فتح وعليها أن تراجع نفسها لأن المفاوضات أصبحت لا طائل منها ولا جدوى، مبيناً أن خطوة العودة لمفاوضات هي من صالح العدو الصهيوني ولصالح المشروع الأمريكي في المنطقة وليس بأي حال من الأحوال لصالح القضية الفلسطينية.

واعتبر حبيب أن الموقف العربي بتوفيره الغطاء لهذه المفاوضات "جاء منسجماً مع موقف سلطة رام الله"، موضحاً أن الموقف العربي لا يملك أن يخرج عن هذا الموقف وفيه مجاملة للموقف الأمريكي التي هي منحازة بالتمام إلى العدو الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني.

 

 

 

 

البث المباشر