يلقي الاحتلال (الإسرائيلي) أكاذيبه على مسامع القنوات الإخبارية، فتروجها وكأنها لم تكتشف بعد منهجية الاحتلال المكررة منذ بداية هذه الحرب.
وفي الوقت الذي يروج فيه لفكرة إصرار الكابينيت الصهيوني على استخراج قرار سيخفف فيه من حدة الهجوم على غزة بما فيها إيقاف التهجير القسري والسماح بإدخال المعونة والمساعدات، ثم يدخل نصف شاحنة من الطحين، وشاحنة من المياه لمراكز الإيواء وشحنة معلبات لا تسد رمق شعب كامل محاصر منذ 38 يوما وكأن الإنسانية تفجرت فجأة من قلب السفاح!.
ثم يأتي بعدها بساعات قليلة ليقتحم مراكز الإيواء التي وصلتها المساعدات تحديدا، فالمياه التي أدخلها واستقرت في خزانات مراكز اللجوء، انسكبت اليوم بعدما أطلقت نيران المدفعيات النار صوبها.
فقد وسع الاحتلال عمليته العسكرية في شمال قطاع غزة ليتوغل فجر اليوم إلى مدينة بيت حانون تحت غطاء ناري مكثف ويقصف عددا من المنازل المأهولة على رؤوس ساكنيها مخلفاً مجازر بشعة.
ومن ثم يحاصر عدداً من مراكز الإيواء ويجبر سكانها على النزوح قسراً تحت أزيز الرصاص وأصوات المدافع ويعتقل كل الشباب والرجال، ولا زال حتى اللحظة يتقدم ويهاجم المنازل ومراكز الأيواء في هذه المنطقة المنكوبة منذ 38 يوما.
خمسة فلسطينيين استشهدوا على الأقل منذ فجر اليوم، ومصابون لم يستطع الدفاع المدني إحصاءهم لأنه ممنوع من العمل لليوم العشرين على التوالي في شمال غزة، بأمر من هذا المحتل الذي جاء بعد عام من الإبادة ليمثل دور الإنسانية!، هذا غير طرد المواطنين وطلب النزوح منهم شمالا ثم نسف ما تبقى من منازلهم.
وصباح اليوم اقتحمت الدبابات مدرسة مهدية الشوا، ومدارس أخرى تابعة للأنروا، وهاجمت في سياق هذه الإبادة للمرة الثانية نفس المدارس واعتقلت رجالا وشبابا، وفي هذه اللحظة تحديدا ينزح الأهالي من المدارس متجهين إلى مدينة غزة قادمين من بيت حانون، هاربين من الموت.
عشرة شهداء من عائلة شبات لازالوا تحت الأنقاض، في مجزرة أخرى للعائلة ارتكبت ليلة الأمس، ولا تستطيع وزارة الصحة الوصول إليهم بعد انهيار النظام الصحي بالكامل.
بيت حانون الآن مخلاة بشكل كامل، لا يوجد سوى 900 عائلة تعيش في البلدة، ولا زال الاحتلال ماضيا في حملته العسكرية، وتحديدا في المدرسة التي استلمت المساعدات بالأمس، حيث هرب الأهالي تاركين تلك المساعدات الشحيحة خلفهم، ليثبت العالم وعلى رأسه حكومة المحتل، كم هي المعايير مزدوجة حينما يتحدث الجميع عن غزة.