مجددًا عادت أزمة الوقود التي تهدد مستشفيات ومراكز صحية تابعة لوزارة الصحة في غزة للواجهة، بعد نفاد كميات السولار التي تعمل عليها مولدات الكهرباء في ظل انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 10 ساعات يوماً.
وأطلقت وزارة الصحة في غزة تحذيرات من توقف خدماتها خلال الأيام القادمة بفعل أزمة الوقود التي تعصف بها، على الرغم من الإجراءات التقشفية التي تتبعها في المستشفيات والمراكز الصحية.
وتعيش وزارة الصحة بغزة أزمات متعددة، نتيجة تنصل حكومة رام الله من مسؤولياتها تجاه الوازرة، في الوقت الذي يفرض الاحتلال حصارًا على غزة، ويتعمد استهداف المتظاهرين على الحدود الشرقية للقطاع، ما فاقم من معاناة وزارة الصحة.
أزمة خطيرة
المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، قال إن "مستشفيات غزة تمر بأزمة حقيقية جراء نقص الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء، في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر".
وأوضح القدرة في حديث لـ"الرسالة"، أن وزارة الصحة أمام خيارات قاسية إذا لم يتم دعمها بالكميات اللازمة من الوقود خلال الساعات المقبلة، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل بخطة "التقشف" للتقليل من تشغيل مولدات الكهرباء وتوفير السولار.
وأضاف "نسعى خلال الأيام القادمة لتأمين الخدمة الصحية لكافة المرضى، من خلال توفير تشغيل مولدات الكهرباء وذلك لتوفير الوقود لفترة أطول"، منوهًا إلى أن ذلك سيؤثر على الخدمة المقدمة للمرضى وخاصة في الأقسام الحساسة".
وبين القدرة أن الوزارة ناشدت الجهات المعنية كافة بسرعة التدخل لإنقاذ الوضع الصحي في مستشفيات قطاع غزة لإمداد المستشفيات بالكميات المطلوبة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، "حتى اللحظة لا يوجد أي دعم فعلي ونحن ننتظر أي جهة تمنح المرضى الفلسطينيين حقهم بالعلاج والتمتع بالخدمة المستمرة في كافة مستشفيات قطاع غزة".
تأثير على المرضى
بدوره، قال مدير عام الهندسة والصيانة في وزارة الصحة بسام الحمادين:" إن مستشفيات وزارة الصحة في غزة دخلت أزمة حقيقية بفعل نقص الوقود الخاص بتشغيل مولدات الكهرباء، ما سيؤثر على تقديم الخدمة للمرضى".
وأوضح الحمادين في حديث لـ"الرسالة"، أن بعض المستشفيات في قطاع غزة، يفصلها عن توقف الخدمة أياما معدودة وذلك بسبب نفاد كميات السولار، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة تحتاج شهريًا قرابة الـ450 ألف لتر من السولار.
وأشار إلى أن انخفاض درجات الحرارة ودخول منخفض جديد، سيزيد ساعات قطع الكهرباء، ما يعني زيادة في استهلاك الوقود الخاص لتشغيل مولدات الكهرباء، وخاصة في الأقسام الحساسة مثل العناية المركزة وحضانة الأطفال.
وأكد الحمادين أن وزارة الصحة تعمل بخطة التقشف، وهو ما أثر على توقف بعض الخدمات المقدمة للمواطنين في بعض المستشفيات المركزية، وتوقف غرف العمليات وغرف التعقيم.
وقال " في حال نفاد كميات السولار خلال الأيام القادمة، ستكون الخدمات الطبية في خطر، ما سيؤدي إلى وفاة عدد من المرضى وخاصة في أقسام العناية المركزة وقسم غسيل الكلى، والأطفال.
كانت وزارة الصحة في غزة حذرت، خلال الشهر الماضي، من خطورة نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات اللازمة لتشغيل المشافي والأجهزة الطبية المستخدمة في غرف العمليات والولادة وأقسام غسيل الكلى.