لا يزال عشرات المهاجرين غير النظاميين عالقين في سفينتي إنقاذ في البحر المتوسط بانتظار موافقة دول أوروبية على استقبالهم.
وسمحت مالطا لسفينتي الإنقاذ التابعتين لمنظمة "سي آي" و"سي ووتش" الألمانيتين بالاحتماء بسواحلها من الطقس العاصف والتزود بالمؤن، لكنها ترفض مثل إيطاليا السماح للسفينتين بالرسو في موانئها.
وتقل إحدى سفينتي الإنقاذ 32 مهاجرا جرى إنقاذهم الشهر الماضي في البحر المتوسط، في حين يوجد على متن السفينة الثانية 17 مهاجرا تم إنقاذهم خلال الأيام القليلة الماضية، ومعظم المهاجرين على السفينتين أفارقة.
وحذرت منظمة إغاثة إيطالية أول أمس الجمعة من أن بعض الأطفال على متن السفينة "سي ووتش 3" معرضون للخطر.
وأثارت عمليات الإنقاذ البحري التي تقوم بها بعض المنظمات غير الحكومية الأوروبية توترات داخل الاتحاد الأوروبي الذي تتبنى العديد من دوله سياسات متشددة تجاه الهجرة غير النظامية.
وكانت إيطاليا ومالطا وإسبانيا وهولندا رفضت بادئ الأمر استقبال المهاجرين الموجودين على متن سفينتي الإنقاذ العالقتين في البحر المتوسط، بيد أن ألمانيا وهولندا أعلنتا لاحقا أنهما ستستقبلان بعض هؤلاء المهاجرين شريطة قيام دول أخرى بالمثل.
مواقف متضاربة
وأثار مصير المهاجرين العالقين اختلافا في وجهات النظر بين الأحزاب المشكلة للحكومة الإيطالية التي توصف بالشعبوية.
ودعا لويجي دي مايو رئيس حركة "خمس نجوم" نائب رئيس الوزراء الإيطالي أمس السبت مالطا إلى السماح برسو السفينتين استقبال المهاجرين الـ49 العالقين على متنهما، مشيرا إلى استعداد إيطاليا لاستقبال عشر نساء وأطفالهن من بين هؤلاء العالقين.
بيد أن ماتيو سالفيني وزير الداخلية زعيم حزب الرابطة ناقض حليفه في الحكومة، وقال إن إيطاليا لن تستقبل النساء العشر وأطفالهن.
وأضاف أن بلاده فتحت في السابق قلبها وأبوبها للمهاجرين، وأن الدور الآن على دول أخرى، كما أكد تمسك بلاده بالحظر الذي تفرضه على سفن إنقاذ المهاجرين.
من جهتها، ردت مالطا على تصريحات نائب رئيس الوزراء الإيطالي بالقول إنها أنقذت خلال الأيام الماضية 250 مهاجرا وسمحت لهم بالنزول على أراضيها، مضيفة أنها تبحث مع المفوضية الأوروبية خطة لضمان توزيع هؤلاء المهاجرين.
المصدر : وكالات